الأكبر أنا يا أبه قال إن فيها وفاء ديني قال وما دينك قال ثمانون ألف دينار قال وفيم أخذتها قال يا بني في كريم سددت خلته وفي رجل جاءني ودمه ينزوي في وجهه من الحياء فبدأته بحاجته قبل أن يسألنيها وانقطع عقب أبي أحيحة إلا من سعيد هذا وقد قيل إن خالد بن سعيد أعقب أيضا وقد تقدم ذكره أخرجه الثلاثة
(ب د ع * سعيد) بن عامر بن خذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح القرشي الجمحي هذا قول أهل النسب إلا ابن الكلبي فإنه كان يجعل بين ربيعة وسعد بن جمح عريجا فيقول سلامان بن ربيعة بن عريج بن سعد قال الزبير هذا خطأ من الكلبي وكل من قاله لأن عريجا لم يكن له ولد إلا البنات وأم سعيد أروى بنت أبي معيط أخت عقبة قيل إن سعيدا أسلم قبل خيبر وهاجر إلى المدينة وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد وكان من زهاد الصحابة وفضلائهم ووعظ عمر بن الخطاب يوما فقال له ومن يقوى على ذلك قال أنت يا أمير المؤمنين إنما هو أن تقول فتطاع وولاه عمر حمص فبلغه أنه يصيبه لمم فأمره بالقدوم عليه فلم ير معه إلا عكازا وقدحا فقال له عمر ليس معك إلا ما أرى فقال له سعيد وما أكثر من هذا عكاز أحمل عليه زادي وقدح آكل فيه فقال له عمر أبك لم قال لا قال فما غشية بلغني أنها تصيبك قال حضرت خبيب بن عدي حين صلب فدعا على قريش وأنا فيهم فربما ذكرت ذلك فأجد فترة حتى يغشى علي فقال له عمر ارجع إلى عملك فأبى وناشده إلا أعفاه فقيل إنه أعفاه وقيل إنه لما مات أبو عبيدة ومعاذ ويزيد ولاه عمر حمص فلم يزل عليها حتى مات وقيل استخلفه عياض بن غنم الفهري فأقره عمر ﵃ وروى أنه لما اجتمعت الروم يوم اليرموك استغاث أبو عبيدة عمر فأمده بسعيد بن عامر بن خذيم وله أخبار عجيبة في زهده لا نطول بذكرها أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي ابن الحسن الدمشقي إجازة قال أخبرنا أبي أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أخبرنا عبد العزيز الكناني أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر أخبرنا أبو علي الحسن بن خبيب أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغدادي أخبرنا محمد بن يحيى أخبرنا عبد الله بن نوح أخبرنا مالك بن دينار عن شهر بن حوشب قال لما قدم عمر حمص أمرهم أن يكتبوا له فقراءهم فرفع الكتاب فإذا فيه سعيد بن عامر قال من سعيد بن عامر قالوا يا أمير المؤمنين أميرنا قال وأميركم فقير قالوا نعم فعجب فقال كيف يكون أميركم فقيرا أين عطاؤه أين رزقه قالوا يا أمير المؤمنين لا يمسك شيئا قال فبكى عمر ثم عمد إلى ألف دينار فصرها وبعث