بذكره المبارك ولأن معرفة المصحوب ينبغي أن تقدم على معرفة الصاحب وإن كان أظهر من أن يعرف
لقد ظهرت فما تخفى على أحد … إلا على أحد لا يعرف القمرا
لكن الأكثر يعرفونه جملة فارغة عن معرفة شئ من أحواله ونحن نذكر جملا من تفاصيل أموره على سبيل الاختصار فنقول وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل
(محمد رسول الله ﷺ *
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو القاسم سيد ولد آدم ﷺ فأما ما بعد عدنان من آبائه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل صلى الله عليهما وسلم ففيه اختلاف كثير في العدد والأسماء لا ينضبط ولا يحصل منه غرض فتركناه لذلك ومضر وربيعة هم صريح ولد إسماعيل باتفاق جميع أهل النسب وما سوى ذلك فقد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا وأم رسول الله صلى عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب بن مرة القرشية الزهرية تجتمع هي وعبد الله في كلاب خرج عبد المطلب بابنه عبد الله إلى وهب بن عبد مناف فزوجه ابنته آمنة وقيل كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف فأتاه عبد المطلب فخطب إليه ابنته هالة بنت وهيب لنفسه وخطب على ابنه عبد الله ابنة أخيه آمنة بنت وهب فتزوجا في مجلس واحد فولدت هالة لعبد المطلب حمزة أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بن جعفر بإسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال وكانت آمنة بنت وهب تحدث أنها أتيت حين حملت برسول الله ﷺ فقيل لها إنك حملت بسيد هذه الأمة فسميه محمدا فلما وضعته أرسلت إلى جده عبد المطلب تقول قد ولد لك الليلة ولد فانظر إليه فلما جاءها أخبرته بالذي رأت وكان أبوه عبد الله قد توفي وأمه حامل به وقيل توفي وللنبي ﷺ ثمانية وعشرون شهرا وقيل كان له سبعة أشهر والأول أثبت وكانت وفاته بالمدينة عند أخواله بني عدي بن النجار وكان أبوه عبد المطلب بعثه إلى المدينة يمتار تمرا فمات وقيل بل أرسله إلى الشام في تجارة فعاد من غزة مريضا فتوفي بالمدينة وكان عمره خمسا وعشرين سنة ويقال كان عمره ثمانيا وعشرين سنة وإنما قيل لبني عدي أخواله لأن أم عبد المطلب سلمى بنت زيد وقيل بنت عمرو بن