استعمله عثمان على مصر وعزل عنها عمرا جعل عمرو يطعن على عثمان ويؤلب عليه ويسعى في إفساد أمره وغزا عبد الله بن سعد بعد إفريقية الأساود من ارض التوبة سنة إحدى وثلاثين وهو الذي هادنهم الهدنة الباقية إلى اليوم وغزا غزوة الصواري في البحر إلى الروم ولما اختلف الناس على عثمان ﵁ سار عبد الله من مصر يريد عثمان واستخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو العامري فظهر عليه محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن أمية الأموي فأزال عنها السائب وتأمر على مصر فرجع عبد الله بن سعد فمنعه محمد بن أبي حذيفة من دخول الفسطاط فمضى إلى عسقلان فأقام بها حتى قتل عثمان وقيل بل أقام بالرملة مات فارا من الفتنة وقد ذكرنا هذه الحروب والحوادث مستقصاة في الكامل في التاريخ ودعا عبد الله بن سعد فقال اللهم اجعل خاتمة عملي الصلاة فصلى الصبح فقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات وفي الثانية بأم القرآن وسورة وسلم عن يمينه ثم ذهب يسلم عن يساره فتوفي ولم يبايع لعلي ولا لمعاوية وقيل بل شهد صفين مع معاوية وقيل لم يشهدها وهو الصحيح وتوفي بعسقلان وقيل بإفريقية سنة ست وثلاثين وقيل سنة سبع وثلاثين وقيل بقي إلى آخر أيام معاوية فتوفي سنة تسع وخمسين والأول أصح أخرجه الثلاثة
(قلت) قد وهم ابن منده وأبو نعيم في نسبه فإنهما قدما حبيبا على الحارث وليس بشئ ثم قالا جذيمة بن نصر بن مالك وإنما جذيمة هو ابن مالك قالا القرشي من بني معيص وهذا وهم ثان فإن حسلا أخو معيص بن عامر وليس باب له ولا ابن والصواب تقديم الحارث على حبيب قال الزبير بن بكار وإليه انتهت المعرفة بأنساب قريش قال وولد عامر بن لؤي بن غالب بن حسل بن عامر ومعيص بن عامر فولد حسل بن عامر مالك بن حسل فولد مالك بن حسل نصرا وجذيمة بن مالك بن حسل ثم ذكر ولد نصر بن مالك ثم قال وولد جذيمة وهو شحام بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي حبيبا وهو ابن شحام فولد حبيب بن جذيمة الحارث فولد الحارث بن حبيب ربيعة وأبا سرح وولد أبو السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل سعدا فولد سعد عبد الله بن سعد وكان أخا عثمان من الرضاعة هذا معنى ما قاله الزبير ومثله قال ابن الكلبي * حبيب بضم الحاء المهملة وتخفيف الياء تحتها نقطتان قاله الكلبي وابن ماكولا وغيرهما وقال الكلبي إنما ثقله حسان للحاجة وقال ابن حبيب هو حبيب بتشديد الياء