أصيبت وأنبأنا أبو جعفر بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة قال أصيبت عين قتادة يوم أحد حتى وقعت على وجنته فردها رسول الله ﷺ فكانت أحسن عينيه وروى الأصمعي عن أبي معشر المدني قال وفد أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بديون أهل المدينة إلى عمر بن عبد العزيز رجلا من ولد قتادة بن النعمان فلما قدم عليه قال ممن الرجل فقال
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه … فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأول أمرها … فيا حسن ما عين ويا حسن مارد
فقال عمر بن عبد العزيز
تلك المكارم لا قعبان من لبن … شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وكان قتادة من فضلاء الصحابة وكانت معه راية بني ظفر يوم الفتح وروى أبو سلمة عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ خرج ليلة لصلاة العشاء وهاجت الظلمة والسماء وبرقت برقه فرأى رسول الله ﷺ قتادة بن النعمان فقال قتادة قال نعم يا رسول الله علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها فقال له إذا انصرفت فأتني فلما انصرف أعطاه عرجونا فقال خذ هذا يضئ أمامك عشرا وخلفك عشرا وقتادة هذا هو جد عاصم بن عمر ابن قتادة المحدث النسابة أكثر محمد بن إسحاق الرواية عنه روى أبو قتادة عن النبي ﷺ روى عنه أبو سعيد الخدري وغيره أنبأنا إسماعيل ابن علي بن عبيد وإبراهيم بن محمد بن مهران وغيرهما بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال حدثنا محمد بن يحيى حدثنا إسحاق بن محمد الهروي حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان أن رسول الله ﷺ قال إذا أحب الله العبد حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء وتوفي قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين وهو ابن خمس وستين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب ونزل في قبره أبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة أخرجه الثلاثة إلا أن أبا نعيم قال سقطت حدقتاه فردهما رسول الله ﷺ وهذا لا يصح إنما سقطت إحدى عينيه فردها رسول الله ﷺ كما ذكرنا والله أعلم