بفناء داره محتبيا بحمائل سيفه يحدث قومه إذ أتى برجل مكتوف وآخر مقتول فقيل هذا ابن أخيك قتل ابنك قال فوالله ما حل حبوته ولا قطع كلامه فلما أتمه التفت إلى ابن أخيه فقال يا ابن أخي بئسما فعلت أثمت بربك وقطعت رحمك وقتلت ابن عمك ورميت نفسك بسهمك وقللت عددك ثم قال لابن له آخر قم يا بني إلى ابن عمك فحل كتافه ووار أخاك وسق إلى أمك مائة من الإبل دية ابنها فإنها غريبة وكان قيس بن عاصم قد حرم على نفسه الخمر في الجاهلية وكان سبب ذلك أنه غمز عكنة ابنته وهو سكران وسب أبويها ورأى القمر فتكلم بشئ وأعطى الخمار كثيرا من ماله فلما أفاق أخبر بذلك فحرمها على نفسه وقال في ذلك
رأيت الخمر صالحة وفيها … خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحا … ولا أشفى بها أبدا سقيما
ولا أعطي بها ثمنا حياتي … ولا أدعو لها أبدا نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها … وتجنيهم بها الأمر العظيما
روي عنه أنه قال للنبي ﷺ أني وأدت اثنتي عشرة بنتا أو ثلاث عشرة بنتا فقال له النبي ﷺ أعتق عن كل واحدة منهن نسمة أنبأنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم عن محمد بن عيسى قال حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن الأغر بن الصباح عن خليفة ابن حصين عن قيس بن عاصم أنه أسلم فأمره النبي ﷺ أن يغتسل بماء وسدر قال الحسن البصري لما حضرت قيس بن عاصم الوفاة دعا بنيه فقال يا بني احفظوا عني فلا أحد أنصح لكم مني إذا أنامت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فتسفه الناس كباركم وتهونوا عليهم وعليكم بإصلاح المال فإنه منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم وإياكم ومسألة الناس فإنها آخر كسب المرء ولا تقيموا على نائحة فإني سمعت رسول الله ﷺ نهى عن النائحة روى عنه الحسن والأحنف وخليفة بن حصين وابنه حكيم بن قيس أنبأنا يحيى بن محمود إذنا بإسناده إلى ابن أبي عاصم حدثنا هدبة بن عبد الوهاب أبو صالح المروزي عن النضر بن شميل حدثنا شعبة عن قتادة عن مطرف بن الشخير عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه أنه أوصى عند موته فقال إذا مت فلا تنوحوا علي فإن رسول الله ﷺ لم ينح عليه وخلف من الولد اثنين وثلاثين ذكرا وروى أبو الأشهب