عليه وسلم في دار الأرقم وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه وكان يختلف إلى رسول الله ﷺ سرا فبصر به عثمان بن طلحة العبدري يصلي فأعلم أهله وأمه فأخذوه فحبسوه فلم يزل محبوسا إلى أن هاجر إلى أرض الحبشة وعاد من الحبشة إلى مكة ثم هاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن ويصلي بهم أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب قال لما انصرف القوم عن رسول الله ﷺ يعني ليلة العقبة الأولى بعث معهم مصعب بن عمير قال ابن إسحاق وحدثنح عاصم بن عمر بن قتادة أن مصعب بن عمير كان يصلي بهم وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض قال ابن إسحاق وحدثني عبيد الله بن أبي بكر بن حزم وعبيد الله بن المغيرة بن معيقيب قالا بعث رسول الله ﷺ مصعب بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى يفقه أهلها ويقرئهم القرآن فكان منزله على أسعد ابن زرارة وكان إنما يسمى بالمدينة المقرئ يقال إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة وأسلم على يده أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكفى بذلك فخرا وأثرا في الإسلام قال البراء بن عازب أول من قدم علينا من المهاجرين بن مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ثم أتانا بعده عمرو ابن أم مكتوم ثم أتانا بعده عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال ثم أتانا عمر بن الخطاب وشهد مصعب بدرا مع رسول الله ﷺ وشهد أحدا ومعه لواء رسول الله ﷺ وقتل بأحد شهيدا قتله ابن قمئة الليثي في قول ابن إسحاق أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق فيمن استشهد من المسلمين من بني عبد الدار مصعب بن عمير بن هاشم قتله ابن قمئة الليثي قيل كان عمره يوم قتل أربعين سنة أو أكثر قليلا ويقال فيه نزلت وفي أصحابه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية وروى محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن سعد ابن أبي وقاص قال كنا قوما يصيبنا ظلف العيش بمكة مع رسول الله ﷺ فلما أصابنا البلاء اعترفنا ومررنا عليه فصبرنا وكان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده حلة مع أبويه ثم لقد رأيته جهد في الإسلام جهدا شديدا حتى لقد رأيت جلده يتحشف كما يتحشف جلد الحية وقال الواقدي كان مصعب بن عمير فتى مكة شبابا وجمالا وسيبا وكان أبواه يحبانه وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون * تنبية * ظلف العيش وشدته وكذا في النهاية *