عليه فسمي عام الجماعة فبقي خليفة عشرين سنة وأميرا عشرين سنة لأنه ولي دمشق أربع سنين من خلافة عمر واثنتي عشرة سنة خلافة عثمان مع ما أضاف إليه من باقي الشام وأربع سنين تقريبا أيام خلافة علي وستة أشهر خلافة الحسن وسلم إليه الحسن الخلافة سنة إحدى وأربعين وقيل سنة أربعين والأول أصح وتوفي معاوية النصف من رجب سنة ستين وهو ابن ثمان وسبعين سنة وقيل ابن ست وثمانين سنة وقيل توفي يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين وهو ابن اثنتين وثمانين سنة والأصح في وفاته أنها سنة ستين ولما مرض كان ابنه يزيد غائبا ولما حضره الموت أوصى أن يكفن في قميص كان رسول الله ﷺ قد كساه إياه وأن يجعل مما يلي جسده وكان عنده قلامة أظفار رسول الله ﷺ فأوصى أن تسحق وتجعل في عينيه وفمه وقال افعلوا ذلك وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين ولما نزل به الموت قال ليتني كنت رجلا من قريش بذي طوى وإني لم آل من هذا الأمر شيئا ولما مات أخذ الضحاك بن قيس أكفانه وصعد المنبر وخطب الناس وقال إن أمير المؤمنين معاوية كان حد العرب وعود العرب قطع الله به الفتنة وملكه على العباد وسير جنوده في البر والبحر وكان عبدا من عبيد الله دعاه فأجابه وقد قضى نحبه وهذه أكفانه فنحن مدرجوه ومدخلوه قبره ومخلوه وعمله فيما بينه وبين ربه إن شاء رحمه وإن شاء عذبه وصلى عليه الضحاك وكان يزيد غائبا بحوارين فلما نقل معاوية أرسل إليه الضحاك فقدم وقد مات معاوية فقال
جاء البريد بقرطاس يحث به … فأوجس القلب من قرطاسه فزعا
قلنا لك الويل ماذا في صحيفتكم … قالوا الخليفة أمسى مثبتا وجعا
وهي أكثر من هذا وكان معاوية أبيض جميلا إذا ضحك انقلبت شفته العليا وكان يخضب روى عنه جماعة من الصحابة ابن عباس والخدري وأبو الدرداء وجرير والنعمان بن بشير وابن عمر وابن الزبير وغيرهم ومن التابعين أبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن وعروة وسالم وعلقمة بن وقاص وابن سيرين والقاسم بن محمد وغيرهم روي عنه أنه قال ما زلت أطمع في الخلافة مذ قال لي رسول الله ﷺ أن وليت فأحسن وروى عبد الرحمن بن أبزى عن عمر أنه قال هذا الأمر في أهل بدر ما بقي منهم أحد ثم في أهل أحد ما بقي منهم أحد ثم في كذا وكذا