وذلك أن رسول الله ﷺ بعثه مصدقا إلى بني المصطلق فعاد وأخبر عنهم أنهم ارتدوا ومنعوا الصدقة وذلك أنهم خرجوا إليه يتلقونه فهابهم فانصرف عنهم فبعث إليهم رسول الله ﷺ خالد بن الوليد فأخبروه أنهم متمسكون بالإسلام ونزلت يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا الآية ومما يدل على قول من جعله صبيا في الفتح أن الزبير وغيره من أهل النسب والعلم بالسير ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم بنت عقبة عن الهجرة وكانت هجرتها في الهدنة يوم الحديبية فمن يكون غلاما في الفتح لا يقدر أن يرد أخته قبل الفتح والله أعلم ثم ولاه عثمان ﵁ الكوفة وعزل عنها سعد بن أبي وقاص فلما قدم الوليد على سعد قال له والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك فقال لا تجزعن أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون فقال سعد أراكم ستجعلونها ملكا وكان من رجال قريش ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا وكان من الشعراء المطبوعين كان الأصمعي وأبو عبيدة والكلبي وغيرهم يقولون كان الوليد شريب خمر وكان شاعرا كريما وروى عمر بن شبة عن هارون بن معروف عن ضمرة بن ربيعة عن ابن شودب قال صلى الوليد بن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فقال عبد الله بن مسعود ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم قال أبو عمر وخبر صلاته بهم سكران وقوله لهم أزيدكم بعد أن صلى الصبح أربعا مشهور من رواية الثقات من أهل الحديث ولما شهدوا عليه بشرب الخمر أمر عثمان به فجلد وعزل عن الكوفة واستعمل عثمان بعده عليها سعيد بن العاص أخبرنا أبو القاسم يعيش ابن علي الفقيه أخبرنا أبو محمد يحيى بن محلي بن محمد بن الطراح أخبرنا الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي أخبرنا علي بن عمر الدارقطني حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله بن فيروز الداناج عن حصين بن المنذر الرقاشي قال شهدت عثمان وأتى بالوليد فشهد عليه حمران ورجل آخر فشهد عليه أحدهما أنه رآه يشرب الخمر وشهد الآخر أنه رآه يتقاياها فقال عثمان لم يتقيأها حتى شربها وقال لعلي أقم عليه الحد فقال علي للحسن أقم عليه الحد فقال ول حارها من تولى قارها فأمر عبد الله بن جعفر فجلده أربعين وذكر الطبري أنه تعصب عليه قوم من أهل