وحقي فقد كبرت واقترب أجلي فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر فلما توفي جاء بلال إلى عمر ﵁ فقال له كما قال لأبي بكر فرد عليه كما رد أبو بكر فأبى وقيل إنه لما قال له عمر لتقم عندي فأبي عليه فقال ما يمنعك أن تؤذن فقال إني أذنت لرسول الله ﷺ حتى قبض ثم أذنت لأبي بكر حتى قبض لأنه كان ولي نعمتي وقد سمعت رسول الله ﷺ يقول يا بلال ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله فخرج إلى الشام مجاهدا وإنه أذن لعمر بن الخطاب لما دخل الشام مرة واحدة فلم نر باكيا أكثر من ذلك اليوم روى عنه أبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود وعبد الله بن عمر وكعب بن عجزة وأسامة بن زيد وجابر وأبو سعيد الخدري والبراء بن عازب وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام وروى أبو الدرداء أن عمر بن الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام ففعل ذلك قال وأخي أبو رويحة الذي آخى رسول الله ﷺ بيني وبينه قال وأخوك فنزلا داريا في خولان فقال لهم قد أتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله وكنا مملوكين فأعتقنا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله فإن تزوجونا فالحمد لله وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما ثم إن بلالا رأى النبي ﷺ في منامه وهو يقول ما هذه الجفوة يا بلال ما آن لك أن تزورنا فانتبه حزينا فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي ﷺ وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له نشتهي أن تؤذن في السحر فعلا سطح المسجد فلما قال الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله زادت رجتها فلما قال أشهد أن محمدا رسول الله خرج النساء من خدورهن فما رؤي يوم أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم أخبرنا أبو جعفر بن أحمد ابن علي وإسماعيل بن عبيد الله بن علي وإبراهيم بن محمد بن مهران قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال حدثنا الحسين بن حريث أخبرنا علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي أخبرنا عبد الله بن بريدة عن أبيه
(قال) أصبح رسول الله ﷺ فدعا بلالا فقال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ما دخلت الجشقط إلا سمعت خشخشتك أمامي وأخبرنا عمر بن محمد بن المعمر وغيره قالوا أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد الكاتب أخبرنا أبو طالب محمد بن غيلان أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم أخبرنا أبو منصور بن سليمان بن محمد بن الفضل البجلي أخبرنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان