كانت من المهاجرات إلى المدينة وكانت امرأة عبد الله بن أبي بكر الصديق وكانت حسناء جميلة فأحبها حبا شديدا حتى غلبت عليه وشغلته عن مغازيه وغيرها فأمره أبوه بطلاقها فقال
يقولون طلقها وخيم مكانها * مقيما تمني النفس أحلام نائم
وإن فراقي أهل بيت جميعهم على * كثرة مني لإحدى العظائم
أراني وأهلي كالعجول تزوجت * إلى بوها قبل العشار الروائم
فعزم عليه أبوه حتى طلقها فتبعتها نفسه فسمعه أبو بكر يوما وهو يقول
أعاتك لا أنساك ما در شارق * وما ناح قمري الحمام المطوق
أعاتك قلبي كل يوم وليلة * إليك بما تخفي النفوس معلق
ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها * ولا مثلها في غير جرم تطلق
لها خلق جزل ورأى ومنصب * وخلق سوي في الحياء ومصدق
فرق له أبوه وأمره فارتجعها ثم شهد عبد الله الطائف مع رسول الله ﷺ فرمي بسهم فمات منه بالمدينة فقالت عاتكة ترثية
رزئت بخير الناس بعد نبيهم … وبعد أبي بكر وما كان قصرا
فآليت لا تنفك عيني حزينة … عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فلله عينا من رأى مثله فتى … أكر وأحمى في الهياج وأصبرا
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها … إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا
فتزوجها زيد بن الخطاب وقيل لم يتزوجها وقتل عنها يوم اليمامة شهيدا فتزوجها عمر بن الخطاب سنة اثنتي عشرة فأولم عليها فدعا جمعا فيهم علي بن أبي طالب فقال يا أمير المؤمنين دعني أكلم عاتكة قال افعل فأخذ بجانبي الباب وقال يا عدية نفسها أين قولك
فآليت لا تنفك عيني حزينة … عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فبكت فقال عمر ما دعاك إلى هذا يا أبا الحسن كل النساء يفعلن هذا فقال قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله إن تقولوا ما لا تفعلون فقتل عنها عمر فقالت ترثيه
عين جودي بعبرة ونحيب … لا تملي على الإمام النجيب
قل لأهل الضراء والبؤس موتوا … قد سقته المنون كأس شعوب