فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله ﷿ بظباء السيوف وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضاء فناداه القوم من كل جانب البقية البقية فلما أفردوه أمضى الصلح أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود الطيالسي أخبرنا القاسم بن الفضل الحراني عن يوسف بن سعد قال قام رجل إلى الحسن بن علي بعد ما بايع معاوية فقال سودت وجوه المؤمنين أو يا مسود وجوه المؤمنين فقال لا تؤنبني رحمك الله فإن النبي ﷺ أري بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تملكها بعدي بنو أمية وقد اختلف في الوقت الذي سلم فيه الحسن الأمر إلى معاوية فقيل في النصف من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وقيل لخمس بقين في ربيع الأول منها وقيل في ربيع الآخر فتكون خلافته على هذا ستة أشهر واثني عشر يوما وعلى قول من يقول في ربيع الآخر تكون خلافته ستة أشهر وشيئا وعلى قول من يقول في جمادى الأولى نحو ثمانية أشهر والله أعلم وقول من قال سلم الأمر سنة إحدى وأربعين أصح ما قيل فيه وأما من قال سنة أربعين فقدوهم ولما بايع الحسن معاوية خطب الناس قبل دخول معاوية الكوفة فقال أيها الناس إنما نحن أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل بيت نبيكم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وكرر ذلك حتى ما بقي الامن بكى حتى سمع نشيجه ولما دخل معاوية الكوفة وبايعه الناس قال عمرو بن العاص لمعاوية لتأمر الحسن ليخطب فقال لا حاجة بنا إلى ذلك فقال عمر ولكني أريد ذلك ليبد وعيه فإنه لا يدري هذه الأمور فقال له معاوية قم يا حسن فكلم الناس فيما جرى بيننا فقام الحسن في أمر لم يرو فيه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال في بديهته أما بعد أيها الناس فإن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا ألا إن أكيس الكيس التقي وإن أعجز العجز الفجور وإن هذا الأمر الذي اختلفت أنا ومعاوية فيه إما أن يكون أحق به مني وإما أن يكون حقي تركته لله ﷿ ولا صلاح أمة محمد ﷺ وحقن دمائكم ثم التفت إلى معاوية وقال وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين فأمره معاوية بالنزول وقال لعمرو ما أردت إلا هذا وقد اختلف في وقت وفاته فقيل توفي سنة تسع وأربعين وقيل سنة خمسين وقيل سنة