بدنة فسار رسول الله ﷺ حتى انتهى إلى عسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي كعب خزاعة قال يا رسول الله هذه قريش قد سمعوا بمسيرك فخرجوا بالعوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله أن لا تدخل عليهم مكة عنوة أبدا وهذا خالد بن الوليد في خيل قريش قد قدموه إلى كراع الغميم فقال رسول الله ﷺ يا ويح قريش قد أكلتها الحرب وذكر الحديث فهذا صحيح يقول فيه إنه كان على خيل قريش أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي وغيره قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى بن محمد بن عيسى أخبرنا قتيبة حدثنا الليث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال نزلنا مع رسول الله ﷺ منزلا فجعل الناس يمرون فيقول رسول الله ﷺ من هذا يا أبا هريرة فأقول فلان فيقول نعم عبد الله هذا حتى مر خالد بن الوليد فقال من هذا قلت خالد بن الوليد فقال نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله ولعل هذا القول كان بعد غزوة مؤتة فإن النبي ﷺ إنما سمى خالدا سيفا من سيوف الله فيها فإنه خطب الناس وأعلمهم بقتل زيد وجعفر وابن رواحة وقال ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه وقال خالد لقد اندق يومئذ في يدي سبعة أسياف فما ثبت في يدي إلا صفيحة يمانية ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله ﷺ أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب وشهد مع رسول الله ﷺ فتح مكة فأبلى فيها وبعثه رسول الله ﷺ إلى العزى وكان بيتا عظيما لمضر تبجله فهدمها وقال
يا عز كفر انك لا سبحانك … إني رأيت الله قد أهانك
ولا يصيح لخالد مشهد مع رسول الله ﷺ قبل فتح مكة ولما فتح رسول الله ﷺ مكة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي فقتل منهم من لم يجز له قتله فقال النبي ﷺ اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد فأرسل مالا مع علي بن أبي طالب ﵁ فودى القتلى وأعطاهم ثمن ما أخذ منهم حتى ثمن ميلغة الكلب وفضل معه فضلة من المال فقسمها فيهم فلما أخبر رسول الله ﷺ بذلك استحسنه ولما رجع خالد بن الوليد من بني جذيمة أنكر عليه عبد الرحمن بن عوف ذلك وجرى بينهما كلام فسب خالد عبد الرحمن بن عوف فغضب النبي ﷺ وقال لخالد لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل