أسلم وأول من ارتد والله إن هذا الدين ليمتدن امتداد الشمس والقمر من طلوعهما إلى غروبهما في كلام طويل مثل كلام أبي بكر في ذكر وفاة النبي ﷺ وأحضر عتاب بن أسيد وثبتت قريش على الإسلام وكان الذي أسره يوم بدر مالك ابن الدخشم وأسلم سهيل يوم الفتح روى جرير بن حازم عن الحسن قال حضر الناس باب عمر بن الخطاب ﵁ وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب والحارث بن هشام وأولئك الشيوخ من مسلمة الفتح فخرج آذنه فجعل يأذن لأهل بدر كصهيب وبلال وعمار وأهل بدر وكان يحبهم فقال أبو سفيان ما رأيت كاليوم قط إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا فقال سهيل بن عمرو قال الحسن ويا له من رجل ما كان أعقله فقال أيها القوم إني والله قد أرى ما في وجوهكم فأن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم دعي القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه ثم قال أيها الناس إن هؤلاء سبقوكم بما ترون فلا سبيل والله إلى ما سبقوكم إليه فانظروا هذا الجهاد فالزموه عسى الله أن يرزقكم الشهادة ثم نفض ثوبه فقام فلحق بالشام قال الحسن صدق والله لا يجعل الله عبدا أسرع كعبد أبطأ عنه وخرج سهيل بأهل بيته إلا ابنته هند إلى الشام مجاهدا فماتوا هناك ولم يبق إلا ابنته هند وفاختة بنت عتبة بن سهيل فقدم بهما على عمر وكان الحارث بن هشام قد خرج إلى الشام فلم يرجع من أهله إلا عبد الرحمن بن الحارث فلما رجعت فاختة وعبد الرحمن قال عمر زوجوا الشريد الشريدة ففعلوا فنشر الله منهما عددا كثيرا فقيل مات سهيل في طاعون عمواس في خلافة عمر سنة ثمان عشرة وهذا سهيل هو صاحب القضية يوم الحديبية مع رسول الله ﷺ حين اصطلحوا ذكر محمد بن سعد عن الواقدي عن سعيد بن مسلم قال لم يكن أحد من كبراء قريش الذين تأخر إسلامهم فأسلموا يوم الفتح أكثر صلاة ولا صوما ولا صدقة ولا أقبل على ما يعنيه من أمر الآخرة من سهيل بن عمرو حتى إنه كان قد شحب وتغير لونه وكان كثير البكاء رقيقا عند قراءة القرآن لقد رؤي يختلف إلى معاذ بن جبل يقرئه القرآن وهو يبكى حتى خرج معاذ من مكة فقال له ضرار بن الأزور يا أبا يزيد تختلف إلى هذا الخزرجي يقرئك القرآن ألا يكون اختلافك إلى رجل من قومك فقال يا ضرار هذا الذي صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق لعمري اختلف لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية ورفع الله أقواما