فلما سمعه زيد بكى فخفقه بالدرة وقال ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل لزيد يقول عبد الله بن رواحة
يا زيد زيد اليعملات الذبل … تطاول الليل هديت فانزل
يعني انزل فسق بالقوم قال وحدثنا ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال أمر رسول الله ﷺ على الناس يوم مؤتة زيد بن حارثة فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب عبد الله فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم فتجهز الناس وتهيأوا للخروج فودع الناس أمراء رسول الله ﷺ وسلموا عليهم فلما ودع الناس أمراء رسول الله ﷺ وسلموا عليهم وودعوا عبد الله بن رواحة بكى قالوا ما يبكيك يا ابن رواحة فقال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقرأ وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود فقال المسلمون صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ورفع إليكم فقال ابن رواحة
لكنني أسأل الرحمن مغفرة … وضربه ذات فرع يقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجهزة … بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقولوا إذا مروا على جدثي … يا أرشد الله من غاز وقد رشدا
ثم أتى عبد الله رسول الله ﷺ فودعه ثم خرج القوم حتى نزلوا معان فبلغهم أن هرقل نزل بمآب في مائة ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة فأقاموا بمعان يومين فقالوا نبعث إلى رسول الله ﷺ فنخبره بكثرة عدونا فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا أمرا فشجعهم عبد الله بن رواحة فساروا وهم ثلاثة آلاف حتى لحقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء يقال لها شراف ثم انحاز المسلمون إلى مؤتة وروى عبد السلام بن النعمان بن بشير أن جعفر بن أبي طالب حين قتل دعا الناس عبد الله بن رواحة وهو في جانب العسكر فتقدم فقاتل وقال يخاطب نفسه: