مرتع واسمه عمرو بن معاوية بن ثور بن عفير وثور بن عفير هو كندة وإنما قيل له كندة لأنه كند أباه النعمة وهكذا ذكره أبو عمر أيضا وهو الصحيح وكنيته أبو محمد وفد إلى النبي ﷺ سنة عشر من الهجرة في وفد كندة وكانوا ستين راكبا فأسلموا وقال الأشعث لرسول الله ﷺ أنت منا فقال نحن بنو النضر ابن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا فكان الأشعث يقول لا أوتى بأحد ينفي قريشا من النضر بن كنانة إلا جلدته ولما أسلم خطب أم فروة أخت أبي بكر الصديق فأجيب إلى ذلك وعاد إلى اليمن أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر بإسناده إلى أبي داود الطيالسي قال حدثنا محمد بن طلحة عن عبد الله بن شريك العامري عن عبد الرحمن بن علي الكندي عن الأشعث بن قيس قال قال رسول الله ﷺ أشكر الناس لله أشكرهم للناس وكان الأشعث ممن ارتد بعد النبي ﷺ فسير أبو بكر الجنود إلى اليمن فأخذوا الأشعث أسيرا فأحضر بين يديه فقال له استبقني لحربك وزوجني بأختك فأطلقه أبو بكر وزوجه أخته وهي أم محمد بن الأشعث ولما تزوجها اخترط سيفه ودخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه وصاح الناس كفر الأشعث فلما فرغ طرح سيفه وقال إني والله ما كفرت ولكن زوجني هذا الرجل أخته ولو كنا ببلادنا لكانت لنا وليمة غير هذه يا أهل المدينة انجر وأوكلوا ويا صحاب الإبل تعالوا خذوا أثمانها فما رؤى وليمة مثلها وشهد الأشعث اليرموك بالشام فقئت عينه ثم سار إلى العراق فشهد القادسية والمدائن وجلولا ونهاوند وسكن الكوفة وابتنى بها دارا وشهد صفين مع علي وكان ممن ألزم عليا بالتحكيم وشهد الحكمين بدومة الجندل وكان عثمان ﵁ قد استعمله على أذربيجان وكان الحسن بن علي تزوج ابنته فقيل هي التي سقت الحسن السم فمات منه وروي عن النبي ﷺ أحاديث روى عنه قيس بن أبي حازم وأبو وائل وغيرهما وشهد جنازة وفيها جرير بن عبد الله البجلي فقدم الأشعث جريرا وقال إن هذا لم يرتد عن الإسلام وإني ارتددت ونزل فيه قوله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا الآية لأنه خاصم رجلا في بئر فنزلت وتوفي سنة ثنتين وأربعين وصلى عليه الحسن بن علي قاله ابن منده وهذا وهم لأن الحسن لم يكن بالكوفة سنة اثنتين وأربعين إنما كان قد سلم الأمر إلى معاوية وسار إلى المدينة وقال أبو نعيم توفي بعد علي بأربعين ليلة وصلى عليه الحسن بن علي