[(الفصل الثالث: فى تحرير البسملة ومواضعها فى القرآن الكريم)]
التحقيق الذى اهتديت إليه بفضل الله أن البسملة آية بأول الفاتحة وأنها آية مستقلة بين كل سورتين ما عدا ما بين سورتى الأنفال والتوبة وأنها قرآن منزل.
وبحثت أقوال العلماء فى ذلك فوجدت الآتى مؤيدا لما قلت:
١. نصوص الإمام أبى حنيفة ورجال مذهبه كغيرهم من أصحاب المذاهب الأخرى وكالمحققين فى علم الكلام وكذلك علماء القراآت على هذا الرأى الذى ذكرته وإنما دققت فى ذكر الحنفية هنا لفهم بعض الناس أن الحنفية لا يرون قرآنيتها فى كل المواضع فى القرآن الكريم. وعلى الرأى المعتمد الذى ذكرت وردت نصوص بحاشية الصاوى على الجلالين.
وكذلك أيد ما قلت السعد التفتازانى من كبار علماء المذاهب وكذلك داود وأهل الظاهر وكذلك الإمام الغزالى رضى الله عنه وأبو شامة وهو من كبار العلماء فى الفقه والقراآت وذكره أبو بكر الرازى عن أبى الحسن الكرخى وهو من كبار علماء المذهب الحنفى وهذا الرأى هو الذى اختاره المتأخرون من علماء الأحناف.
٢. صح فى الحديث الشريف أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسمل لما تلا سورة الكوثر وكذلك بالنسبة لقراءته صلى الله عليه وسلم سورة حم السجدة على عتبة بن ربيعة وكذلك لما تلا سورة المجادلة على امرأة أويس بن الصامت وكذلك لما تلا سورة الزمر على المشركين وكذلك بالنسبة لتلاوته صلى الله عليه وسلم سورة (لإيلاف قريش)، سورة الحجر.
٣. التحقيق أن البسملة كما ذكرت قرآن قطعا ولا يقف فى وجه ذلك اختلاف العلماء فى ذلك فالحق أحق أن يعمل به.
٤. البسملة كما ذكرت لها حكم التواتر كبقية القرآن الكريم.