فجعل يهجوهم فلما سمعت قريش شعر حسان قالوا هذا شعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة فمن قول حسان في أبي سفيان بن الحارث
وأن سنام المجد من آل هاشم … بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
ومن ولدت أبناء زهرة منهم … كرام ولم يقرب عجائزك المجد
ولست كعباس ولا كابن أمه … ولكن لئيم لا تقام له زند
وإن امرأ كانت سمية أمه … وسمراء مغمور إذا بلغ الجهد
فلما بلغ هذا الشعر أبا سفيان قال هذا شعر لم يغب عنه ابن أبي قحافة يعني بقوله بنت مخزوم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وهي أم أبي طالب وعبد الله والزبير بني عبد المطلب وبقوله ومن ولدت أبناء زهرة منهم يعني حمزة وصفية أمهما هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وبقوله عباس وابن أمه هو ضرار بن عبد المطلب أمهما نتيلة امرأة من النمر بن قاسط وسمية أم أبي سفيان وسمراء أم أبيه الحارث قال ابن سيرين انتدب لهجو رسول الله ﷺ من المشركين من ذكرنا وغيرهم وانتدب لهجو المشركين ثلاثة من الأنصار حسان وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فكان حسان وكعب يعارضانهم مثل قولهم في الوقائع والأيام والمآثر ويذكرون مثالبهم وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وبعبادة ما لا يسمع ولا ينفع فكان قوله أهون القول عليهم وكان قول حسان وكعب أشد القول عليهم فلما أسلموا وفقهوا كان قول عبد الله أشد القول عليهم ونهى عمر بن الخطاب ﵁ عن إنشاد شئ من مناقصة الأنصار ومشركي قريش وقال في ذلك شتم الحي والميت وتجديد الضغائن وقد هدم الله أمر الجاهلية بما جاء من الإسلام وقال ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال فضل حسان الشعراء بثلاث كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي ﷺ في النبوة وشاعر اليمن كلها في الإسلام وقال أبو عبيدة أجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر أهل يثرب ثم عبد القيس ثم ثقيف وعلى أن أشعر أهل المدر حسان وقال الأصمعي الشعر نكد يقوى في الشر ويسهل فإذا دخل في الخير يضعف لأن هذا حسان كان من فحول الشعراء في الجاهلية فلما جاء الإسلام سقط شعره وقيل لحسان لأن شعرك وهرم يا أبا الحسام فقال للسائل يا ابن أخي إن الإسلام يحجز عن الكذب يعني أن الإجادة في الشعر هو الإفراط في الذي يقوله وهو كذب يمنع