وابن فارس وأبى العز وأبى العلاء وأبى محمد سبط الخياط وجده أبى منصور وغيرهم من سائر العراقيين. وعلى مذهب هؤلاء لا يكون فى الوقف عليها خلاف بين أئمة القراءة وإذا لم يكن فيها خلاف فيجوز الوقف على كل من" أيا" و" ما" لكونهما كلمتين انفصلتا رسما كسائر الكلمات المنفصلات رسما وهذا هو الأقرب إلى الصواب وهو الأولى بالأصول وهو الذى لا يوجد عن أحد منهم نص بخلافه وقد تتبعت نصوصهم فلم أجد ما يخالف هذه القاعدة ولا سيما فى هذا الموضع وغاية ما وجدت النص عن حمزة وسليم والكسائى فى الوقف على أيا فنص أبو جعفر محمد بن سعدان النحوى الضرير صاحب سليم واليزيدى وإسحاق المسيبي وغيرهم على ذلك قال ابن الأنبارى:
ثنا سليمان بن يحيى يعنى الضبى. ثنا ابن سعدان قال: كان حمزة وسليم يقفان جميعا على أيا ثم قال ابن سعدان والوقف الجيد على ما لأن ما صلة ل" أيا".
ونص قتيبة كذلك عن الكسائى قال الدانى: ثنا أبو الفتح عبد الله يعنى عبد الله بن أحمد بن على بن طالب البزاز ثنا إسماعيل يعنى ابن شبيب النهاوندى.
ثنا أحمد يعنى أحمد بن محمد بن سلمويه الأصبهانى ثنا محمد بن يعقوب بن يزيد بن إسحاق القرشى الغزالى ثنا العباس الوليد بن مرداس ثنا قتيبة قال كان الكسائى يقف على الألف من أيا انتهى.
وهذا غاية ما وجدته وغاية ما رواه الدانى ثم قال الدانى بإثر هذا والنص عن الباقين معدوم فى ذلك والذى تختاره فى مذهبهم الوقف على ما وعلى هذا يكون حرفا زيد صلة للكلام قال وعلى الأولى يكون اسما لا حرفا وهى بدون مد أى فيجوز فصلها وقطعها منها انتهى. فقد صرح الدانى رحمه الله بأن النص عن غير حمزة والكسائى معدوم. وأم الوقف على ما اختيار منه من أجل كون ما صلة لا غير وذلك لا يقتضى أنه لا يجوز لهم الوقف على" أيا" وكيف يكون ذلك غير جائز وهو مفصول رسما وما الفرق بينه وبين مثلا ما، أين ما كنتم تدعون، أين ما كنتم تشركون وأخواته مما كتب مفصولا وقد نص الدانى نفسه على أن ما كتب من ذلك وغيره مفصولا يوقف لسائرهم