للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمّد بن سلامة القُضاعي المُسمَّى بكتاب "الشهاب في المواعظ والآداب" المستخرج من كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ فرأيته محتاجا إلى التحمير (١)، أخرج فيه كلّمات كثيرة من واهي الحديث وضعيفه ومرسله وموقوفه، فاستخرتُ الله تعالى على أن أخرج من حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - المستقيم لا السّقيم، لكن من الصحيح المأثور، أو الحسن المشهور. كتابًا أنحو فيه نحوه، وأحذو حذوه، يشتمل على نحو ما اشتمل عليه كتاب "الشهاب" من الكلّمات والأبواب، وسمَّيته: "سراج المهتدين في آداب الصالحين" وقدمتُ بين يدي أبوابه بابا من كلام المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن ربّنا جلّ وعزّ، وأختمه -إن شاء الله- بباب يشتمل على كثير من أدعيته في أحواله واستعاذاته -عليه السلام-، وبالله أستعين، وإليه أضرع في أن يجعل سعيي في ذلك كلّه في ذاته، وسببًا إلى نيل مرضاته، ولا حول ولا قوة إلا الله".

ولاحظ العلاّمة بوخبزة أنّ القاضي ابن العربيّ لم يف بوعده في صيانة كتابه هذا عن الضعيف، فأورد فيه أحاديث كثيرة ضعيفة.

كما لاحظ أنَّ المؤلِّف لم يرتب أحاديث الكتاب لا على الأبواب ولا على الحروف ولا على المسانيد (٢)، كما لم يذكر الصحابي راوي الحديث ولا من خرَّجه من الأئمَّة.


(١) عَلَّق شيخنا العلّامة بوخبزة على هذه الكلّمة بقوله: "كذا، ولعلَّ مراده: والتعقب عليه بالتخريج والنقد، وكان من شأنّهم قديما في الغالب أن يكتبوا ذلك بالحمرة".
(٢) الّذي ظهر لنا أن المؤلِّف قد رَتَّب أحاديث الكتاب على العوامل والأدوات النحوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>