للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ذلك أهل الإسلام، سواء كانوا مسلمين أو كافرين، على ملَّةٍ واحدة أو ملّتين، وهذا كلّه قول مالك في "كتابُ ابن عبد الحَكَم" وغيره.

[باب ما جاء في الشهادات وأحكامها وسننها]

قال الإمام: الأصلُ في هذا الباب: الكتاب والسُنَّة والأدلّة.

اعلموا أنّ الله سبحانه قد نَدَبَ الإشهادَ على الدُّيون في كتابه، فقال: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} الآية (١)، وقال تعالى: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} الآية (٢) , وقال تعالى {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} الآية (٣)، وقال: {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} الآية (٤)، وقال: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ} الآية (٥)، وقال: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} الآية (٦).

الأصول (٧):

قال الإمام: اعلموا - وفقكم اللهُ- أنّ الشّهادةَ ولايةٌ من وِلاياتِ الدِّين، وهي بمعنَى التَعديل عندنا؛ لأنّه تنفيذُ قولِ الغَيرِ على الغَيرِ، والأصلُ إِلَّا يَنفُذَ قولُ أحدٍ على أحد، ولكن لمّا خلق الله الخَلقَ للخُلطَةِ والمَعَاشِ والمُعاملة، وكتبَ عليهم ما علِمَتهُ الملائكةُ فيهم من الفساد وسفكِ الدِّماء، وجَحدِ الحقوق والتوائِها، شَرَعَ اللهُ الشّهادةَ،


(١) البقرة: ٢٨٢.
(٢) البقرة: ٢٨٢.
(٣) الطّلاق: ٢.
(٤) النور: ١٣.
(٥) النور: ٦.
(٦) النور: ٤.
(٧) انظر كلامه في الأصول في القبس: ٣/ ٨٨٢ - ٨٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>