للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقطعُ الصَّلاةَ إلَّا الكلامُ، وبه قال أبو حنيفة (١).

وقال ابن حنبل (٢) وابن رَاهَوَيْه: لا إعادة على من نَفَخَ في صلاته، وهو عندنا مكروهٌ.

توحيدٌ وتنزيهٌ:

قوله: "فلا يَبْصُقْ في القِبْلَةِ فإنَّ الله قِبَلَ وَجْهِهِ" قال علماؤنا: إنّما قال ذلك تشريفًا للقِبْلَةِ، كما قال: {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ} الآية (٣)، فإنّ البارئ تعالى يتنزَّهُ ويتقدَّسُ أنّ يحلَّ بالجِهَاتِ أو تكتَنِفُه الأقطار، ولكن في ذلك معْنيَان:

أحدهما: ما قدّمناه لكم من أنّ الله بِلُطْفِهِ وسابِغِ نِعْمَتِهِ إذا أراد أنّ يُكرمَ شيئًا من خَلْقِهِ أضافَهُ إليه، أو أخبر بنَفْسِهِ عنه.

والثّاني: أنّ هذا المصلِّي قد اعْتَقَدَ أنّه بين يَدَي اللهِ كما هو، والْتَزَمَ التَّعظيمَ لِمَن تَوَجَّه له، والبُصَاقُ إهانَةٌ، فكيف يصحُ أنّ يأتي بفعل يناقضُ اعتقاده، وهذا بديعٌ في فَنَّه فَتَأَمَّلْهُ (٤).

[ما جاء في القبلة]

الإسناد:

قال الإمام: الحديث صحيحٌ (٥).

قوله (٦): "بينَمَا النَّاسُ بقُبَاءٍ في صلاةِ الصُّبْحِ، إذ جاءَهُمْ آتٍ، فقال: انّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قد أُنْزِلَ عليه اللَّيلَةَ قُرْآنٌ، وقد أَمَرَ أنّ نستقبلَ الكَعْبَةَ، فاسْتَقبلُوهَا" الحديث.

وقال ابنُ وضّاح: الآتي هو عبّاد بن بِشْر الأنصاري (٧).


(١) انظر كتاب الأصل: ١/ ١١، ومختصر اختلاف العلماء: ١/ ٣٠١، والمبسوط: ١/ ١٧٠.
(٢) انظر المغني لابن ندامة: ٢/ ٤٥٢.
(٣) البقرة: ١٢٥.
(٤) انظر مشكل الحديث لابن فورك: ٢٦٥ (ط. موسى محمّد علي).
(٥) المراد بالحديث الّذي سيذكره لاحقًا.
(٦) أي قول عبد الله بن عمر في حديث الموطَّأ (٥٢٤) رواية يحيى.
(٧) كما في غوامض الأسماء المبهمة لابن بشكوال: ١/ ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>