للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جاء في البَوْل قائمًا

يَحْيىَ عَنْ مالكٌ (١)، عَنْ يَحيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمسْجِدَ، فَكَشَفَ غنْ فَرْجِهِ ليَبُولَ، فَصَاحَ النَّاسُ بِهِ حَتَّى عَلَا الصَّوتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم -:" اترُكُوهُ"، فَتَرَكُوهُ فَبَالَ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ، فَصُبَّ عَلَى ذَلِكَ المكَانِ.

قال الإمام الحافظ: هذا حديث مُرْسَلٌ في "الموطَّأ"وأسندَهُ البخاريّ (٢) من طريق يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالكٌ. وخَرَّجَهُ مسلم (٣) أيضًا.

وقد روى هذا الحديث أبو هريرة؛ أنّ أعرابيًا بالَ في المسجدِ، فثارَ النَّاسُ إليه، فقال لهم رسولُ الله صلّى الله عليه: "دَعُوهُ، أَهرِيقُوا عليه سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثتُمْ مُيسِّرِينَ وَلَم تُبْعَثُوا مُغسِّرِينَ" (٤).

وفي رواية أخرى: "أنّ أعرابيًا أتى إلى طَائِفَةِ المسجد فبال" (٥).

عربية:

قوله: "أَتَى طائِفَة المسجِد" يعني: جزءًا منه، وطائفةُ النّاس جزء منهم، وقد تطلق على الواحد والجماعة، وفي بعض طُرُقِهِ: "في نَاحِيَةِ المسجدِ" (٦) و"في زاوية" (٧) والمعنى واحد.

وقولُه (٨): "لا تُزرِمُوهُ " يعني: لا تقطعوا عليه بَوْله. والإزرام: القطع، يقال:


(١) في الموطَّأ (١٦٦).
(٢) الحديث (٢٢١، ٦٠٢٥).
(٣) الحديث (٢٨٤).
(٤) أخرجه البخاريّ (٢٢٠).
(٥) أخرجها البخاريّ (٢٢١) من حديث أنس.
(٦) أخرجه أبو داود (٣٨٠) من حديث أبي هريرة.
(٧) أخرجه أبو داود في المراسيل (١١) وقال:"روي متصلًا ولا يصح "، والدارقطني: ١/ ١٣٢، وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (٥٩) من حديث عد الله بن مَعْقِل. وانظر العارضة: ١/ ٢٤٦، وتلخيص الحبير: ١/ ٣٧.
(٨) في حديث البخاريّ (٢١٩)، ومسلم (٢٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>