للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب ما يُتَّقَى من الشُّؤْمِ (١)

ذكر مالك في هذا الباب، حديث سهل بن سعد السّاعدي (٢)؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ كانَ فِي شَيءٍ (٣)، فَفِي الفَرَسِ والمرأةِ والمَسْكَنِ" يعني: الشُّؤمَ،

الإسناد:-

قال الإمام: لم يقطع بذلك في هذا الحديث، وقطعَ في الحديث الثّاني (٤)، والحديثُ صحيحٌ، ولكنه دائِرٌ على ابن عمر وجابر (٥)، وهو صحيحٌ خرجه الأيمّة (٦) من طرقٍ أصلها هذا.

العربيّة (٧):

قال علماؤنا: الشُّؤم هو اعتقاد وصول المكروه إليك بسبب يتَّصل بك من ملك أو


(١) يقول شيخ شيوخنا محمّد الطّاهر بن عاشور في كشف المغطِّى: ٣٦٦ "باستقراءِ الشّريعة حصلَ العلّمُ القويُّ بأنّ الشُّؤم باطلٌ، فالترجمة الواقعة في الموطَّأ: "ما يُتَّقى من الشُّؤمِ" "ما" فيها موصولة، وقوله "من الشّؤم " بيان لـ: "ما"، ومعنى: " يُتَّقَى" يحذر من الوقوع فيه، أي من اعتقاده، وليس المراد أنّ بعض الأشياء يحذر منها لشؤمها؛ كان التركيب لا يساعد على ذلك، إذ جعل الشؤم نفس المتَّقى".
(٢) في الموطَّأ (٢٧٨٦) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مُصْعَب (٢٠٤٦)، وسُويْد (٧٤١)، وابن القاسم (٤١٢)، والقعنبي عند الجوهري (٤٢٠)، وإسماعل بن عمر، وروح بن عبادة عند أحمد: ٥/ ٣٣٥، وموسي أبو المنذر عند أحمد: ٥/ ٣٣٨، والتنيسي عند البخاريّ (٥٠٩٥)، وابن أبي أويس عند البخاريّ أيضًا في الأدب المفرد (٩١٧)، وعبد الله بن نافع عند ابن ماجه (١٩٩٤)، وابن وهب عند الطحاوي في شرح معاني الآثار: ٤/ ٣١٤، وابن مهدي عند الطّبريّ في تهذيب الآثار- مُسنَد عليّ (٥٧).
(٣) زيادة: "في شيءٍ " هي رواية سُوَيْد (٧٤١).
(٤) وهو الّذي ياتي بعد حديث السَّاعديّ، رقم (٢٧٨٧) عن ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر؛ أنّ رسول اللهِ - صلّى الله عليه وسلم -قال: " الشُّّؤمُ في الدَّارِ والمرأة والفَرَسِ".
(٥) كذا في العارضة: ١٠/ ٢٦٤، ولعلّه يقصد يحيى بن جابر الطائي الّذي روى الحديث من طريقه عند الطبراني في الكبير (٣١٤٨).
(٦) كالأمام أحمد: ٢/ ١١٥، ١٢٦، والبخاري (٢٨٥٩)، ومسلم (٢٢٢٦)، وأبو داود (٣٩١٧).
(٧) انظرها في العارضة: ١٠/ ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>