للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العمل فيمن غَلَبَهُ الدَّمُ من جُرْحٍ أو رُعاف

مالك (١)، عن هشام بن عُروَة، عن أبيه؛ أنّ المِسوَرَ بن مخْرَمَةَ أخبره، أنّه دخل على عمرَ بن الخطّاب من اللَّيلةِ الّتي طُعِنَ فيها. الحديث.

كذا (٢) رواه مالكٌ في "الموطَّأ"، ورواه الثّوريّ، عن هشام، عن أبيه، قال: حدّثني سليمانُ بنُ يسار؛ أنّ المِسْوَر بن مَخرَمَة أخبره؛ قال: دخلتُ أنا وابن عبّاس على عمر حين طُعِنَ، فقلنا له: الصّلاة، فقال: أما أنّه لاحظَّ لمن ترك الصّلاة، أو قال: لمن أضاعَ الصّلاة، فصلّى وجرحه يَثعَبُ دَمًا (٣).

نكتةٌ لغوية (٤):

قوله: "يثعب دَمًا" أي: ينفجر، وانثعَبَ: انفجَرَ، وثَعَبَ الماءَ فَجَّرَهُ، قاله الخليل بن أحمد (٥).

قال الإمام (٦): هذا الحديث أصلُ هذا الباب عند العلماء فيمن لا يرقأ جُرحُهُ

ولا ينقطِعُ رُعَافُه، لا بدّ له من الصّلاة في وقتها إذا أيقن أنّه لا ينقطِعُ قبلَ خروجِ

الوقت، وليس حال من وصفنا بأكثر من سَلَسِ البول والمَذْيِ؛ لأنَّ البول والمَذيَ متَّفَقٌ


(١) في الموطَّأ (٩٣) رواية يحيي.
(٢) هذه الفقرة مقتبسة من الاستذكار: ١/ ٢٩٦ (ط. القاهرة).
(٣) أخرجه عبد الرزاق (٥٧٩).
(٤) هذه النكتة مقتبسة من الاستذكار: ١/ ٢٩٥ (ط. القاهرة).
(٥) في كتابه العين: ٢/ ١١١.
(٦) الكلام موصول لابن عبد البرّ في الاستذكار: ١/ ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>