للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا الصّلاة (١) على ظهر البيت، فقال ابن حبيب: لا تصلَّى النّافلة عليه، وهو كمصلّ إلى غير القِبْلَة، وتصلَّى النّافلة داخل البيت لفعل النَّبىِّ - صلّى الله عليه وسلم - (٢).

حديث (٣): قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "لقد هممتُ أنّ أهدمَ الكعبة، وأبنيها (٤) على قواعد إبراهيم ... الحديث" (٥).

رُوِيَ أنّ هارون الرّشيد ذكر لمالك أنّه يريد هدم ما بناه الحجّاج من الكعبة، وأن يَرُدَّهُ إلى بنيان ابن الزُّبير، فقال له مالك: ناشدتُك الله يا أمير المؤمنين ألَّا تجعل هذا البيت ملعبة للملوك، لا يأتي أحَدٌ منهم إِلَّا نقض البيت وبناه، فتذهب هَيْبتُه من صدور النَّاس (٦).

الرَّمَل في الطّواف

الأحاديث (٧) صِحَاحٌ.

العربيَّة:

الرَّمَلُ: مأخوذ من رَمَلُ يَرْمُلُ إذا تحرّك ومشَى مشيًا زاد فيه.

وقيل (٨): الرَّملُ الخَبَبُ في المشيء. والشَّوْطُ مأخوذ من قولهم: جرى الفَرَسَ شوطًا إذا بلغ مجراه ثمّ عاد، فكلُّ من أتى موضعًا ثمّ (٩) انصرَف عنه فهو شَوطٌ.

والرَّمَلُ (١٠) هو المشيُ خَبَبًا يشتدُّ فيه دون الهَرْوَلَة، وهيئتُه أنّ يحرِّكَ الماشي


(١) في الاصلّى: "الصَّلاة النّافلة" وأسقطنا لفظ "النافلة" بناءً على ما في المنتقى.
(٢) انظر العارضة: ٤/ ١٠٣.
(٣) من هنا إلى آخر الباب مقتبس من الاستذكار: ١٢/ ١١٧.
(٤) "وأبيها" زيادة من الاستذكار.
(٥) أخرجه الدارقطني في غرائبه عن مالك، نصّ على ذلك ابن حجر في الفتح ٤/ ١٧٦، كما ذكره ابن عبد البرّ في التمهيد: ١٠/ ٣٨، والاستذكار، وقال: "حيث تفرَّدَ به إبراهيم بن طهمان عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن هانة"، وللحديث شاهد قويّ أخرجه البخاريّ (١٥٨٥)، ومسلم (١٣٣٣) عن عائشة.
(٦) أورده ابن عبد البرّ في التّمهيد: ١٠/ ٥٠، والتّقيّ الفاسي في شفاء الغرام: ١/ ١٠٠.
(٧) الواردة في الموطّأ (١٠٥٧ - إلى- ١٠٦٢) رواية يحيى.
(٨) القائل هنا هو البوني في شرح الموطَّأ اللوحة: ٥٨/ أ.
(٩) فيشرح البوني: "فكلّ من أتى إلى موضع يريد ثمّ".
(١٠) من هنا إلى آخر الفقرة مقتبس من الاستذكار: ١٢/ ١٢٦، وانظر مُسْند الموطّأ للجوهري: ٢٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>