للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتاب الأذكار والدعوات]

قال الإمام: ذكر مالك رحمه الله في هذا الكتاب ثلاثة أبواب:

الباب الأوّل: ما جاء في ذِكْر الله تعالى.

الباب الثّاني: ما جاء في الدُّعاء.

الباب الثّالث: العملُ في الدُّعاء.

وله في هذه الأبواب أغراضٌ حِسَانٌ لم يتنبّه إلى مِثْلِها إلَّا مالكٌ - رحمه الله -. وساق في الباب الأوّل ستّة أحاديثَ:

الحديث الأوّل: مالك (١)، عن سُمَيٍّ مَوْلَى أبي بكرٍ، عن أبي صالحٍ السَّمَّانِ، عن أبي هريرة؛ أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قالَ لا إله إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وهو على كلِّ شيءِ قديرِ في اليوم (٢) مئةَ مرَّةٍ، كانت له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وكُتِبَتْ لَهُ مئةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنه مئةُ سَيِّئَةٍ، وكانت له حِرْزًا من الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذلك حتّى يُمْسِي، ولَمْ يَأتِ أَحَدٌ بأَفْضَلَ مِمَّا جاءَ به، إلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أكثرَ من ذلكَ".

الإسناد:

قال الإمام: هذا حديث صحيحٌ مُتَّفَقٌ عليه (٣)، خرَّجَهُ أهل الصِّحَّةِ.

الأصول (٤):

قوله: "إلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ" هو تنبيهٌ على أنّ هذه الغاية في ذِكْرِ الله تعالى، وأنّه قلَّ من يزيد عليه، ولذلك قال: "وَلمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ ممّا جاءَ بهِ" ولو لم يُفِد ذلك لبَطَلَت فائدة الكلام؛ لأَنّ كلَّ ما أتَى الإنسانُ ببعضه فإن أحدًا لا يأتي


(١) في الموطّأ (٥٦٠) رواية يحيى.
(٢) في الموطّأ: "يوم".
(٣) أخرجه البخاريّ (٦٤٠٣)، ومسلم (٢٦٩١).
(٤) كلامه في الأصول مقتبس من المنتقى: ١/ ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>