للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام: والذِّكْرُ حِضْنٌ مانعٌ لكلِّ شيءٍ، جَعَلَنَا الله وإيَّاكم من الذّاكرين العاملين بسُنَّتِه برحمته.

حديث مالك (١)، عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ، عن أبي شُرَيْحٍ الكعْبِىِّ؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "من كان يؤمنُ باللهِ واليوم الآخِر فلْيَقُلْ خيرًا أو ليَصْمُتْ، ومن كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخِرِ فلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخِرِ فلْيُكرِمْ ضَيْفَهُ، جائزَتُهُ يومٌ وليلةٌ، وضِيَافَتُه ثلاثةُ أيّامٍ، فما كان بعد ذلك فهو صدقةٌ، ولا يَحِلُّ له أنّ يَثْوِيَ عنده حتّى يُخْرِجَهُ".

الإسناد:

قال الإمام: الحديث صحيح خرَّجَهُ الأيمّة (٢).

وذَكَرَ في هذا الحديثِ ثلاثة أنواعٍ: الصّمتُ، وإكرام الجار، وإكرامُ الضّيفِ، فهذه ثلاثة فصول:

الفصل الأوّل (٣) في الحضِّ على الصَّمتِ

وقد مَضَى لنا في كتاب التَّفسير (٤) أقوال السّلف في فضل الصّمت وأنّه منجاة، لقوله - صلّى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَمتَ نَجَا" (٥)؛ لأنّ الكلام بذلك غنيمةٌ والصّمت سلامةٌ، والغنيمة فوق السَّلامةِ.


(١) في الموطَّأ (٢٦٨٧) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٩٥١)، وسويد (٧٢٠)، وابن القاسم (٤١٦)، ومحمد بن الحسن (٩٥٣)، والقعنبي خارج الموطَّأ كما في مسند الموطَّأ للجوهري (٣٧٥)، ويحيى بن سعيد القطان عند أحمد: ٦/ ٣٨٥، والتنيسي عند البخاريّ (٦١٣٥)، وابن أبي أويس عند البخاريّ في الأدب المفرد (٧٤٣)، وعبد الله بن عبد الحكم عند الطبراني في الكبير ٢٢/ ١٨٢ (٤٧٥).
(٢) انظر تعليقنا السابق.
(٣) هذا الفصل مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٣٠٢ - ٣٠٣ ما عدا الفقرة الثّانية منه فهي مقتبسة من المنتقى: ٧/ ٢٤٢.
(٤) الظّاهر أنّ كتاب التفسير سقط من النسخ المعتمدة الّتي وصلتنا.
(٥) أخرجه أحمد: ٢/ ١٥٩، ١٧٧، وعبد بن حميد (٣٤٥)، والدرامي (٢٧١٦)، والترمذي (٢٥٠١) وقال: "هذا حديث لا نعرفه إلّا من حديث ابن لَهِيعَة"، وابن عبد البرّ في التمهيد: ٢١/ ٣٧، والمزي في تهذيب الكمال: ٣٢/ ٢١٦ (ط. أولى).

<<  <  ج: ص:  >  >>