للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أنّ يرجو بقراءته وجهرته يقظة نائمٍ، فيذكر الله، فيكون سبب إحيائه وذِكْرِهِ، وربما اشتاق إلى القيام (١) والخدمة، فيكون هو مُعَاوِنًا له على البرِّ والتَّقوى، فتكون نيَّتُه طالبًا لهذه الحَسَنَات؛ لأنّه إنّما يفعل العمل بكثرة النيات فيه، وفضلَتْ أعمالهم بحُسْنِ معرفتهم بِنِيَّات العمل واعتقادهم لها، فقد يكون في العمل الواحِدِ عشر نياتٍ، يَعْلَمُ ذلك العلماءُ باللهِ فيعملون بها فَيُغطَوْنَ بها عشرة أجور. وأفضلُ النَّاسِ في العملِ أكثرهم نيّةً فيه وأحسنُهُم قَصْدًا. وفي غريب التّفسير، قولُه: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (٢) قال (٣): قراءةُ القرآنِ، وفيه ورد الخبر: "مَنِ اسْتَمَعَ إلى آيةٍ من القرآنِ كانت له نُورًا يوم القيامةِ" (٤) وهذا البسط في هذا النّوع كافٍ لأهلِ البَصِيرَةِ والتَّبْصِرَةِ، والحمدُ للهِ.

[ما جاء في القرآن]

مالك (٥)، عن ابن شِهَاب، عن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْر، عن عبد الرّحمن بن عَبْدٍ القاريِّ؛ أنّه قال: سمعتُ عمرَ بن الخطّاب يقولُ: سمعتُ هِشامَ بن حَكِيم بن حِزَامٍ يقرأُ سورةَ الفُرْقَانِ. الحديث.

الإسناد:

قال الشّيخ أبو عمر (٦): "رَوَى هذا الحديث مَعْمَر (٧)، ويونُس (٧)، وعُقَيْل (٨)، وشُعَيْب بن أبي حمزَة (٩)، وابن أخي ابن شِهَاب (١٠)، عن ابن شهاب، عن عُرْوَة، عن المِسْوَر بن مَخْرَمَة وعبد الرّحمن بن عبد القاريّ، جميعمًا سَمِعَا عمر، بمعنى حديث مالك، إلّا أنّ معمرًا قال فيه: عن عمر، فقلت: يا رَسولَ الله، إنِّي سمعتُ هذا يقرأ


(١) غ: "القوم".
(٢) الضُّحَى: ١١.
(٣) القائل هو مجاهد، والأثر أورده السيوطي في الدّرّ المنثور: ١٥/ ٤٩٠ (ط. هجر) وعزاه إلى عبد بن حُمَيْد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبي نصر السِّجْزيّ في الإبانة.
(٤) أخرجه عبد الرزّاق (٦٠١٢)، ومن طريقه الدارمي (٣٣٦٧) عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عبّاس.
(٥) في الموطَّأ (٥٤٠) رواية يحيى.
(٦) في الاستذكار: ٨/ ٢٨ - ٢٩.
(٧) رواه مسلم (٨١٨).
(٨) رواه البخاريّ (٤٩٩٢).
(٩) رواه البخاريّ (٥٠٤٠).
(١٠) رواه أحمد: ٤/ ٢٠٦ (ط. الرسالة).

<<  <  ج: ص:  >  >>