للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودليلُنا: أنّه ما تضمّن جميعه بالقِيمَة، فإنّه يضمن بجميع القيمة كالبهيمة.

وقوله (١): "وَلَا عَلَى عَاقِلَتِهِ شَيءٌ مِن قِيمَتِهِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ عَلَى الَّذِي أَصَابَهُ".

وقال أبو حنيفة (٢) والشّافعيّ (٣): ذلك عليهم.

ودليلُنا: أنّ كلّ ما يضمن بالقيمة، فإنّ العاقلةَ لا مدخل لها في تَحَمُّلِ قيمتِهِ، كالثّياب والعروض.

[باب جامع العقل]

الأحاديث

الإسناد:

رَوَى أبو هريرة (٤)؛ أنّ النَّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - قال: "جَرْحُ العَجْماء جُبَارٌ، وَالبئْرُ جُبَارٌ" (٥).

العربيّة:

١ - الجُبَارُ: الّذي لا دِيَةَ فيه (٦)، يريد: كلُّ ما يهدر فهو جُبَار (٧).

٢ - والعجماءُ (٨): هي البهيمة، وإنّما سُمّيت عجماء لأنّها لا تتكلّم (٩)، وكذلك كلّ


(١) أي قول الإمام مالك في الموطَّأ (٢٥٣٤) رواية يحيي.
(٢) انظر مختصر اختلاف العلماء: ٥/ ١٩٧.
(٣) انظر الإشراف لابن المنذر: ٢/ ٢٠٠، والحاوي الكبير: ١٢/ ٣٥٥.
(٤) في الموطَّأ (٢٥٤١) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٦٥٤، ٢٣٣٨)، وابن القاسم (١٩)، ومحمد بن الحسن (٦٧٧)، والشّافعيّ في سننه: ٤٢٨، والتنيسي عند البخاريّ (١٤٩٩)، والطباع عند مسلم (١٧١٠)، وخالد بن مخلد عند الدارمي (١٦٦٨)، وقتيبة بن سعيد عند النسائي (٢٢٧٦)، وابن وهب عند الدارقطني: ٣/ ١٥١، وابن بكير عند البيهقي: ٤/ ١٥٥.
(٥) شرح المؤلِّف هذا الحديث في العارضة: ٦/ ١٤٥، ومن أسف فإن المطبوع ناقص في الموضع المذكور، وقال الناشر في الهامش: "بياض بالأصل".
(٦) هذا تفسير الإمام مالك في الموطَّأ.
(٧) هذا التفسير مقتبس من تفسير الموطَّأ للبوني: ١٢٣/ ب.
(٨) كلامه على العجماء مقتبس من المصدر السابق.
(٩) قاله ابن حبيب في تفسير كريب الموطَّأ: الورقة ١٠١، ويقول المؤلِّف في العارضة: ٣/ ١٣٨ "المعجماء: هي البهيمة الّتي لا تنطق نطقًا، ففعلها هدر لا يطالب به أحدٌ؛ لأنّه لم يتعلّق بها أمر ولا نهي، ولا توجه عليها [لعلّ الصواب: إليها] خطاب، إِلَّا أنّ يتّصل بها مخاطب بأن يكون لها راكب أو قائد أو سائق فيتعلّق فعلها به".

<<  <  ج: ص:  >  >>