للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسناد (١):

اختلفت ألفاظُ النَّاقلين لهذا الحديث (٢) عن أبي حازم، وبانَ في ذلك أنّ الصَّلاةَ الّتي صلَّاها أبو بكرٍ كانت صلاةَ العصرِ، وأن المُؤَذِّنَ كان بِلاَلًا.

وروى حمّاد بن زيد هذا الحديث عن أبي حازم مُسْنَدًا، وقال فيه النَّبِيُّ - صلّى الله عليه وسلم - لبلالٍ: "إذا حَضَرَتِ الصّلاةُ فقدّم أبَا بكرٍ" (٣).

[ذكر الفوائد المتعلقة بهذا الحديث]

وهي أربع عشرة فائدة:

الفائدة الأولى (٤):

قال علماؤنا (٥): فيه من الفقه: إصلاحُ الامامِ على رعِيَّتّه إذا تقاتَلُوا، لئلّا تفترق كلمتهم فيدخلها (٦) الفساد.

وفيه: الحُكْمُ والإصلاحُ بين النّاس (٧)، وهو مندوبٌ إليه. قال الله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} الآية (٨).

وفيه أيضًا (٩): أنّ الإمام والحاكم قد يذهب بنفسه فيما يحتاج إليه من المشاهدة للأمر من القضايا والأحكام.

الفائدة الثّانية:

قوله: "وَحَانَتِ الصَّلاة"، في هذا دليل على فضل الصَّلاة في أوّل الوقت، وإذا


(١) الفقرة الأولى من كلامه في الإسناد مقتبسة من الاستذكار: ٦/ ٢٣٣ - ٢٣٤، والثّانية مقتبسة من تفسير الموطّأ للقنازعي: الورقة ٣٦.
(٢) انظر هذا الاختلاف في التمهيد: ٢١/ ١٠١.
(٣) أخرجه أحمد: ٥/ ٣٣٢، وأبو يعلى (٧٥٢٤)، وابن حبّان (٢٢٦١).
(٤) الفقرة الأولى من هذه الفائدة مقتبسة من تفسير الموطّأ للقنازعي: الورقة ٣٦.
(٥) المقصود هو القنازعى.
(٦) في تفسير القنازعي: "فيدخلهم" وهي سديدة.
(٧) قاله الباجي في المنتقى: ١/ ٢٨٨.
(٨) النِّساء: ١١٤.
(٩) هذا الاستنباط مقتبس من المنتقى: ١/ ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>