للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحريم المدينة]

مالك (١)، عَنْ عَمرٍو بنِ أَبِي عَمرٍو مَولَى المُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيِّ - صلّى الله عليه وسلم - طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ، فَقَالَ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَأَنَا أحَرِّمُ مَا بَينَ لَابَتَيهَا".

الإسناد (٢):

هكذا رواه مالك مختَصَرًا، ورواه إسماعيل بن جعفر، فذكر فيه معانِيَ لم يذكرها مالك، ذكره سُنَيد (٣).

الأصول:

قال الإمام (٤): أنا محبَّتُه للجبل فمعقولةٌ، وأمّا محبَّةُ الجبلِ له فأكثرُ (٥) العلّماءِ يحملونه على المجاز.

قال العلماء (٦): معناه: ويحبّنا أهله (٧)، على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه.

وقيل: عبَّرَ بلسان الحال على لسان المقال. والمعنى (٨) عندهم في ذلك كالمعنَى


(١) في الموطَّأ (٢٥٩٩) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٥٤)، والقعنبي عند الجوهري (٦٠٤)، وإسحاق بن عيسى الطباع عند أحمد: ٣/ ١٤٩، واسماعيل بن أبي أويس عند البخاريّ (٧٣٣٣)، وعبد الله بن يوسف التنيسي عند البخاريّ (٤٠٤٨)، وقتيبة بن سعيد، ومعن بن عيسى القزّاز عند التّرمذيّ (٣٩٢٢)، وداود بن عبد الله عند أبي يعلى (٣٧٠٢)، وابن وهب عند الطّحاوي في شرح معاني الآثار ٤/ ١٩٣، وعبد الأعلي بن حماد عند ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢٠/ ١٧٦.
(٢) كلامه في الإسناد مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٣٣.
(٣) أورده ابن عبد البرّ في الاستذكار عن سنيد. وهو حديث متفق عليه، أخرجه البخاريّ (٥٤٢٥)، وسلم (١٣٦٥) من طريق إسماعيل بن جعفر.
(٤) انظر الشَّطر الأوَّل من هذه الجملة في القبس: ٣/ ١٠٨٧.
(٥) هذه الجملة مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ٣٤.
(٦) قاله القنازعي في تفسير الموطَّأ الورقة ٢٨٤ وأضاف: "وهم الأنصار الساكنون بجبل أحد، وكانوا يحبون رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ويحبهم هو".
(٧) انظر هذا القول والذي بعده في القبس: ٣/ ١٠٨٧ - ١٠٨٨، وقد حكاه المازَريّ في المعلم: ٢/ ٧٨، وعنه عياض في إكماله: ٤/ ٤٨٥.
(٨) من هنا إلى آخر الثمرح مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٣٤ - ٣٥، وانظر التمهيد: ٢٠/ ١٧٧ - ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>