للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طُهْر الحائِضِ

قوله (١) في هذا الباب: كان النِّساءُ يَبْعثنَ إلى عائشة - رضي الله عنها - بالدَّرْجَةِ فيها الكُرْسُفُ، فيه الصُّفْرَةُ من دَمِ الحَيْضِ.

عربية (٢):

قال الإمام الحافظ: الدَّرَجَةُ جمعُ دُرْجٍ، مثل خُرْجٍ وخِرَجَة (٣). والكُرْسُفُ هو: القُطن. والصُّفْرَةُ: بقيةُ الدَّمِ، كما أنّ الشَّفَق بقيّة من شعاعِ الشَّمس. تقول لهن: "لا تَعجَلنَ" بالغُسلِ إذا رأيتُنَّ الصفرة لأنهّا بقية الحَيضَة، "حتّى تَرَينَ القَصَّةَ البيضاء"، تعني الماء الأبيض الّذي يدفَعُهُ الرَّحِمُ عند انقطاع دَمِ الحَيْضِ (٤).

قال عيسى بن دينار: القَصَّةُ البيضاءُ أبلغ في براءة الرَّحِم من الجُفُوفِ (٥). والجُفُوفُ هو أنّ تجعل المرأة الخرقة، ثم تُزِيلها فتجدها جافّة من الدَّمِ كما جعلتها، فإذا كانت عادتها أتى ترى القَصَّة البيضاء فرأت الجُفُوفَ، لم تغتسل حتّى ترى القَصَّة البيضاء، إلَّا أنّ يطولَ ذلك فتغتسل وتصلِّي، والطّول نحو اليوم (٦).

قال (٧): عَابَت ابنةُ زيد بن ثابت (٨) على النِّساء قيامهنّ من اللّيل، يَنْظُرْنَ إلى ذلك عند أوقات الصّلواتِ، وعند النَّومِ، وعند القيام منه، لا من جَوْفِ اللَّيلِ.


(١) أي قول مالكٌ في الموطَّأ (١٣٠) رواية يحيى.
(٢) أغلب ما في الفقرة الأولى مقتبسٌ من الاستذكار: ٢/ ٢٨ - ٣٠ (ط. القاهرة).
(٣) هذا الوجه هو اختيار أحمد بن عِمْران المعروف بالأخفش (ت. قبل: ٢٥٠) في كتابه غريب الموطَّأ [نسخة تركيا]، وانظر: الاقتضاب لليفرني: ١/ ٩٥.
(٤) انظر غريب الحديث لأبي عُبَيد: ١/ ٢٧٨.
(٥) انظر قول عيسى في شرح البخاريّ لابن بطّال: ١/ ٤٤٥.
(٦) انظر تفسير غريب الموطَّأ لابن حبيب: ١/ ٢٠٦ - ٢٠٧.
(٧) القائل هو المؤلِّفُ.
(٨) كما في الموطَّأ (١٥١) رواية يحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>