للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتظارُ الصَّلاة والمشيُ إليها

الأحاديث في هذا النَّوع صِحَاحٌ متَّفَقٌّ عليها، خَرَّجَهَا الأيمَّة.

قوله (١): "إنَّ الملائكة تُصَلِّي على أَحَدِكِمُ - ويُرْوَى: تُصَلِّي على العبدِ (٢) - ما دَامَ في مُصَلَّاه، وما دامَ ينتظر الصَّلاة، فيه ثمان فوائد:

الفائدة الأولى:

قوله: "تُصلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ" يريد تدعو (٣)؛ لأنّ الصّلاةَ في كلام العرب تنقسم على أقسام:

فمَد تكون بمعنى الترَحُّم.

وبمعنى الدُّعاء.

وبمعنى الرُّكُوع والسُّجود، كما بينَّاهُ في أوَّلِ الكتاب.

ويحتمل أنّ يكون بعد ما صلّى، إذا جلس للذِّكْرِ ولانتظار صلاةٍ أخرى.

الفائدة الثّانية (٤):

قوله (٥): "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ" بَيَّنَ معنى الصَّلاة الّتي أضافها إلى الملائكة.

الفائدة الثّالثة (٦):

قوله (٧): "لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ لِيُعَلِّمَهُ" فَبيَّنَ معنى قصده المسجد (٨).

والخيرُ يشتملُ على جميع أنواع الصَّلاة وغيرها، وإدخاله (٩) في هذا الباب، وليس فيه ذكر الصَّلاة، على أنَ الصَّلاة من جملة الخير، فكلٌّ من جلسَ في المسجد فإنه في خيرٍ.


(١) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث الموطَّأ (٤٤١) رواية يحيى.
(٢) وهي رواية الدّارمي (١٤٠٧).
(٣) قاله الباجي في المنتقى: ١/ ٢٨٣.
(٤) هذه الفائدة مقتبسة من المنتقى: ١/ ٢٨٣.
(٥) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث الموطَّأ السابق ذِكْرُهُ.
(٦) ما عدا السّطر الأخير مقتبسٌ من المنتقى: ١/ ٢٨٤ بتصرّف.
(٧) أي قول أبي بكر بن عبد الرحمن في الموطَّأ (٤٤٣) رواية يحيى.
(٨) في المنتقى: "تبيين لمعنى قصده إلى المسجد".
(٩) لحديث المشي إلى الصَّلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>