للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتابعين منهم: ابن عبّاس (١)، وأبو قَتادّة (٢)، وأبو هريرة (٣)، وعبد الله بن الزُّبير (٤)، والحسن بنُ عليّ (٥).

وَذَكَرَ وَكَيعٌ عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن خَيثَمَةَ؛ أنّ ثلاثة عشر من أصحاب النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - كانوا يلبَسُون الخَزَّ (٦).

واختُلِفَ عن سَعدِ بن أبي وقّاص في لبس الخَزِّ، فرُويَ عنه أنَّه كان يلبَسُهُ (٧)، ورُوِيَ عنه أنَّه كَرِهَهُ.

وكان مالك ربما لبس الخَزَّ، ذكر عنه جماعة من أصحابه أنَّه كان يلبسه (٨).

ما يكره للنساء لبسه من الثِّياب

الرّقيق من الثِّياب يجوز لبسه للرِّجال بلا خلافِ، ويُكرَهُ للنِّساء إِلَّا مع الزوج، وإلى هذا المعنى أشار النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - بقوله (٩): "كَاسِيَاتٌ عاريَاتٌ" يعني: أنّهن يلبسن الرّقيق الَّذي


(١) رواه ابن أبي شيبة: ٥/ ١٥٠ (٢٤٦٣١، ط. الحوت).
(٢) انظر المصدر السابق.
(٣) انظر المصدر السابق.
(٤) رواه ابن أبي شيبة: ٥/ ١٤٩ (٢٤٦٢٨، ط. الحوت).
(٥) رواه ابن أبي شيبة: ٥/ ١٤٩ (٢٤٦٢٤، ط. الحوت).
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة: ٥/ ١٥١ (٢٤٦٤١، ط. الحوت).
(٧) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: ٤/ ٢٥٦، وانظر مصنَّف ابن أبي شيبة: ٥/ ١٥٠ (٢٤٦٣٩، ط. الحوت).
(٨) ذكر ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٦/ ٢١٠ أنَّه قد رُوي عن مالك أنّه لبس الخزَّ، قال: "وما أظنُّه الصّحيح عنه والله أعلم" ويرى ابن رشد في البيان والتحصيل: ١٧/ ٦ أنّ عدم الجواز هو الظّاهر من قول مالك، ورجَّح أنّ لباسه مكروه على حد المكروه، من لبسه لم يأثم بلبسه، ومن تركه لم يؤجر على تركه، واعتبر أنّ هذا هو أظهر الأقوال وأولاها بالصواب. وجاء في العُتبِيَّة: ١٧/ ١٧٢ "سئل مالك عن لباس الخز فقال: أمّا أنا فلا يعجبني"، وانظر المفهم: ٥/ ٣٨٧.
(٩) في حديث الموطَّأ (٢٦٥٢) موقوفًا، رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٩٠٨)، وسويد (٦٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>