للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلنا في حالتين: قبلَ الدّاءِ وسَبَبِهِ، وعند اليَأْسِ، كما فعلَ الصدّيقُ.

الفصّل الثّاني

قلنا: هذا الّذي ذَكَرَ النّبىُّ من التَّدَاوِي والأدويةِ، ذكَرَ العلّماءُ (١) أنّه خرَجَ على أحدِ قِسْمَي الطّبِّ، والطِّبُّ عندهم على قسمين: الطّبُّ القياسيُّ وهو طبُّ يونانيٌّ، والطبُّ التّجاربيُّ، وهو طبُّ الهند والعرَبِ، فخرجت أقوالُ النّبىِّ عليه السّلام على مذاهب أهل التجربةِ، ليأتِيَ العربُ بما كانت تعتادُهُ، دُنُوًّا منها وتقريبًا للمَرَامِ عليها، ففهمت ذلك منه (٢).

الفصل الثّالث

هذه الأصولُ الّتي ذَكَرَها النّبىُّ عليه السّلام هي جِمَاعُ أبواب الطِّبِّ، ما أشرنا إليه منها وما ترَكْنا؛ وذلك أنّ الأمراض إنّما تكون بغَلَبَةِ الدَّمِ، أوَ بالأخلاط حتّى ينحرفُ البَدنُ عن سَنَنِ الاعتدال الّذي أَجْرَى اللهُ العادةَ باستمرار الصِّحَّة مَعَهُ. فإنْ تَبَيَّغَ الدّم منه استخرجه، والحِجّامةُ نوعٌ من خروجه، وقد احْتَجَمَ النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - وما نقصت مرتبتهُ ولا منزلتُه.


(١) المراد هو الإمام الخطابي في أعلام الحديث: ٣/ ٢١٠٧.
(٢) يقول الخطابي في أعلام الحديث: ٣/ ٢١٠٧ "إذا تأمّلتَ أكثر ما يصفُه النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - من الداء، فإنّما هو على مذهب العرب، إلّا ما خُصَّ به من العلم النّبويّ الّذي طريقه الوحي، فإن ذلك فوق كلّ ما يدركه الأطبّاء أو يحيط بحكمهِ الحكماء والألباء".

<<  <  ج: ص:  >  >>