للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثّاني في حَظِّ الأصول

الإمام الحافظ (١): والأصولُ الّتي تَرُدُّ هذا الحديث، منها حديثُ نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أنَّه قال: "من فَاتَتْهُ صَلاةُ العَصْرِ فكأنما وُتِرَ أهلَهُ وَمَالَهُ" (٢)، فلم يقع المثل ههنا والتّشبيه "إلَّا لمن فاته وقت الصّلاة كلّه، بدليل قوله: "مَنْ أَدْرَكَ رَكعَةً من العصرِ" (٣) وبدليل قوله- حين صلَّى في طرفَي الوقتْ -: "ما بَينَ هذيْنِ وقّتٌ" (٤). وقد حَكَى ابنُ القاسم عن مالكٌ أنّه لم يُعجِبه هذا الحديث (٥).

قال القاضي أبو الوليد الباجي (٦): "قوله "إِنَّ الْمُصَلِّيَ لَيُصَلِّي الصَّلاةَ" قال مالكٌ: لايُعْجِبُنِي ذلكَ، ويصلِّي الناسُ في أوّله وَوَسَطِه، وكَرِهَ التّضييقَ في ذلكَ".

تنببهٌ على مقصدٍ:

قال (٧):؛ وكراهيةُ مالكٍ (٨) لهذا الحديثِ: أنّ ظاهرَهُ يعارضُ الحديثَ الّذي لا خلافَ في صِحَّتِه، من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الذِي تَفُوتُهُ صلاة الْعَصْرِ." الحديث" (٩).


(١) هذه الفقرة مقتبسة من الاستذكار: ١/ ٩٠ (ط. القاهرة).
(٢) أخرجه مالكٌ في الموطأ (٢١) رواية يحيى.
(٣) أخرجه البخاري (٥٧٩)، ومسلم (٦٠٨) من حديث أبي هريرة.
(٤) أخرجه مالكٌ في الموطأ (٣) رواية يحيى.
(٥) الّذي في الاستذكار: "لم يعجبه قول يحيى بن سعيد المذكور".
(٦) في المنتقى: ١/ ٢٢.
(٧) القائل هو الإمام الباجي.
(٨) أي وجه كراهية مالكٌ.
(٩) أخرجه مالكٌ في الموطأ (٢١) رواية يحيى.

<<  <  ج: ص:  >  >>