للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القِراءَةُ حَلْفَ الإمامِ فيما لا يَجْهَر فيه بِالقراءَةِ

الحديث (١)، قوله: "مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِاُمِّ القُرآنِ فَهِي خِدَاجٌ". الحديثُ صحيحٌ من طُرُقِ.

الترجمة (٢):

قال أشياخنا (٣): تَرْجَمَ مالك - رحمه الله - على هذا الحديث بالقِرَاءَةِ خَلْف الإمام فيما لا يَجْهَر فيه.

وذهب جماعة من العلماء الشّارحين للموطَّأ؛ أنّ التّرجمة مَبْنِيَّةٌ على قوله: "كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بأُمِّ القرآن فهي خِدَاجٌ" (٤) وهذا لا يجوز؛ لأنّ معناه ما قدّمناه من أنّها غير تامّة ولا مجزئة.

قال الإمام (٥): والأظهرُ عندي أنّ رَسمَ التّرجمة مبنيٌّ على قَوْلِ أبي هريرة: "اقرَأ بِهَا في نَفْسِكَ يَا فَارِسيُّ"، والقراءةُ في النّفس في الصّلاة هي تحريكُ اللِّسانِ وإن لم يسمع نفسه.

العربية:

قولُه: "فَهِيَ خِدَاجٌ" قال الخليل (٦): "خَدَجَتِ النَّاقةُ: إذا وضعت وَلَدَهَا ناقصًا غير تامٍّ" وهذا (٧) معناه في اللُّغة لا غير (٨).


(١) أي حديث الموطَّأ (٢٢٤) رواية يحكى.
(٢) كلامه في الترجمة مقتبس من المنتقى: ١/ ٥٧.
(٣) المراد هو الإمام الباجي.
(٤) أخرجه الحميدي (٩٩٠)، وأحمد: ٢/ ٢٤١، ٢٩٠، والنسائي في الكبرى (٨٠١٣)، وأبو يعلى (٦٤٥٤)، وابن حبّان (١٧٨٨) من حديث أبي هريرة.
(٥) تصرَف المؤلِّف في بعض العبارات فتغيَّر المعنى، وإليكم نصّ الباجي: (والأَوْلَى عندي -والله أعلم- أنّ ترسم الترجمة على قول أبي هريرة: "اقرأ بها في نفسك يا فارسي" والقراءة في النّفس هي بتحريك اللّسان بالتكلم وإن لم يسمع نفسه سرًّا".
(٦) في معجم كتاب العين: ٤/ ١٥٧ بنحَوه، وانظر مختصر العين للزّبيدي: ١/ ٤٢١.
(٧) جـ: "وهو".
(٨) جـ: "لا غير ذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>