كتاب المسالك في شرح موطأ مالك

كتاب الجامع - صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - ج: 7 - ص: 307

المسألة الرّابعة (١):

سنّتُها أنّ تكون لها ذُؤَابَةٌ يُسدِلُها بين كَتِفَيه، ويجعلها بعضهم على صدره، وعادةُ أهل المشرق كلّهم أنّ تكون مُسدَلةٌ بين الكَتِفَيْنِ، وكذلك رواه أبو عيسى عن ابن عمر (٢)، وروى التّرمذيّ (٣)، عنِ ابنِ رُكَانَة، عن أبيه؛ قال (٤): "فَرْقُ مَا بَينَنَا وَبَينَ المُشرِكِينَ العَمَائِمُ عَلَى القَلَانِسِ"، فالسُّنَّة أنّ يلبس القَلَنسُوة والعِمَامَة، وأمّا لبس القَلَنسُوَة وحدها فهو زي المشركين، وأمّا لبس العِمَامَة على غير القَلَنسُوَة فهو لباسٌ غير ثابتٍ لأنّها تنحلّ (٥).

صفةُ النَّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -

مالك (٦)؛ عَنْ رَبِيعَةَ بنِ أَبي عَبدِ الرّحمن، عَنْ أَنَسٍ بنِ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ لَيسّ بِالطَّويلِ البائِنِ ولَا بالقَصِيرِ، وَلَيس بِالأَبيَضِ الأَمهَقِ وَلَا بِالآدَمِ وَلَا بِالجَعدِ القَطِطِ، وَلَا بِالسَّبِطِ، بَعثَهُ اللهُ عَلَى رَأسِ أَربَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشرَ سِنِينَ، وَبِالمَدِينَةِ عَشرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللهُ عَلَى رَأسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ في رَأسِهِ وَلِحيَتِهِ عِشرُونَ شَعرَةً بَيضَاءَ.

الإسناد (٧):

الحديث صحيح، رواه عن رَبيعَةَ -كما رواه مالك- جماعةٌ، منهم: الأوزاعي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيره.

---

(١) انظرها في العارضة: ٧/ ٢٤٣ - ٢٤٥.
(٢) في الحديث السابق ذِكرُهُ صفحة: ١٨٣ من هذا الجزء.
(٣) في الجامع الكبير (١٧٨٤) وقال: "هذا حديث غريب، وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن رُكَانَة"، وأخرجه أبو داود (٤٠٧٥)، وأبو يعلى (١٤١٢)، والطبراني في الكبير (٤٦١٤)، والحاكم: ٣/ ٤٥٢.
(٤) في الجامع الكبير: "قال ركانة: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول ... ".
(٥) تتمّة الكلام كما في العارضة: "ولا سيما في الوضوء، وبالقَلَنسُوة تشتدّ".
(٦) في الموطَّأ (الموطَّأ) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٩٢٥)، وسويد (٦٩٧)، ومحمد ابن الحسن (٢٥٧)، والقعنبي عند الجوهري (٣٣٣)، وابن أبي أويس عند البخاريّ (٥٩٠٠)، والتنيسي عند البخاريّ أيضًا (٣٥٤٨)، ويحيى بن يحيى النيسابوري عند مسلم (٢٣٤٧)، وقتيبة بن سعيد، ومعن بن عيسى، عند التّرمذيّ (٣٦٢٣).
(٧) كلامه في الإسناد مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٢٢٢ ما عدا قوله: "الحديث صحيح".