للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان مالك يلبس الثِّياب العربيّة ويستجيدها (١).

وإنّ (٢) الله تعالى قد أدّب أهل الإيمان فأحسن أدبهم، فقال: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} (٣)، فإنّ الله ما عذَّب قومًا أعطاهُم الدّنيا فشكرُوهُ، ولا عذَرَ قومًا زَوَى عنهم الدّنيا فعَصَوه.

وقال عيسى -عليه السّلام-: البسوا ثيابَ الملوكِ، وأميتوا قلوبكم بالخشية (٤)، وإنّما كره العلماء لباس الشّهرةِ والإفراط في البذاذة والإسراف والغلوّ.

مَا جَاء فِي لِبَاسِ الصُّوفِ (٥)

خرّج التّرمذيُّ (٦)، قال أبو بُردَةَ: "أخرَجَت إلينَا عَائِشةُ كِسَاءً غليظًا مُلَبَّدًا، وَإزارًا غَليظًا، فقالت: قُبِضَ رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - في هَذَيْن" حسن صحيح (٧).

وذكر (٨) عن ابن مسعود عن النّبيّ -عليه السّلام- قال: "كَانَ عَلَى مُوسَى -عليه السّلام-


= وهو في الموطَّأ (٢٦٤٦) من قول عمر بن الخطّاب.
(١) ذكره الدولابي، عن الزبير بن بكار، عن مطرف، عن مالك. نصِّ على ذلك ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٦/ ٢١٠ - ٢١١.
(٢) الفقرة التالية وردت في الاستذكار: ٢٦/ ٢١٥ منسوبة للحسن البصري.
(٣) الطّلاق: ٧.
(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول (١٥٨)، والدينوري في المجالسة (٣٠٢٩) من قول بكر ابن عبد الله المزني. وذكره ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٦/ ٢١٥.
(٥) هذه التّرجمة وما تحتها ليست من الموطَّأ، وإنّما هي في جامع التّرمذيّ: ٣/ ٣٤٧، وترجمة الموطَّأ -كما مرّ معنا -: ٢/ ٥٠٣ "ما جاء في لُبْس الثِّياب" ولا ندري إنَّ كان هذا الباب قد أدرج من بعض النُّسَّاخ، أم من صنيع المؤلِّف؟
(٦) في جامعه الكبير (٧٣٣)، وهو في البخاريّ (٥٨١٨)، وسلم (٢٠٨٠).
(٧) قاله التّرمذيّ.
(٨) التّرمذيّ في جامعه (١٧٣٤) وقال: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إِلَّا من حديث حُميدٍ الأعرج، وحُمَيد هو: ابن علي الكوفي: مُنكَرُ الحديث"، والحديث أخرجه أبو يعلى (٤٩٨٣)، والحاكم: ١/ ٢٨ وصحَّحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>