للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه على إغفال (١):

قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي - رضي الله عنه -: رَتَّبَ (٢) مالكٌ الأبواب، ونبَّهَ على الآثار، وبيَّنَ أمرَ الصّلاة غاية البيان، وأَرْبَى فيه على المُصَنِّفين، وزاد مالكٌ عليهم بما فيها من الآثار، وكيف نَقَلَها النّاس جملةً كأبي سَعِيدٍ وأبي حُمَيْد السَّاعِدِيّ وأبي هريرة وغيرِهم، ونَقَلها أيضًا جملة من الصَّحابة مُفَصَّلة ومُجْمَلَة. واجتمع البيانُ في كلِّ طريقٍ، والّذي نقل عنه - صلّى الله عليه وسلم - منها في (٣) هَيئَة الصّلاة بين (٤) الأقوال والأفعال ستّ وثلاثون خَصْلة، اختلفت منِاهج العلماء فيها على ثلاثة أنحاء:

المَنْحَى الأوّل: أنّها كلُّها واجبةٌ.

المَنْحَى الثّاني: أنّ ما تضمَّنَ القرآنُ منها واجبٌ، وما خرج عنه فهو مَسْنُونٌ.

المنحى الثّالث: المقابلةُ بين الأفعال والأقوال، فما يتحصَّلُ (٥) منها إلى الوجوب أو السُّنَّة قُضِيَ به، وعلى ذلك بَنَى مالكٌ موطّأه، وهو المنهج الأسدّ الأقصد.

بَسْطَةٌ (٦):

وأيضًا: فإن النّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - قال: "صَلُّوا كمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلَّي" (٧). فوجب الانتهاء إلى هذا، وتَعَيَّنَ الاقتداء به، ثمّ نَظَرْنَا إلى جميع (٨) السِّتِّ والثّلاثين فوجدناها مُفْتَقِرَة إلى بيان، يأتي إنّ شاء الله في كلِّ بابٍ في موضعه على البيان.

بابُ القراءةِ في المَغْرِب

أحاديث هذا الباب كثيرةٌ، أمهاتُها أربعة:


(١) انظره في القبس: ١/ ٢١٦ - ٢١٧.
(٢) م، غ، ب: "وَقَّتَ" والمثبت من القبس.
(٣) غ: "من ".
(٤) في النسخ: (بتمييز) والمثبت من القبس: ١/ ٢٠٠ (ط. الأزهري).
(٥) في القبس: "تخلَّصَ".
(٦) انظرها في القبس: ١/ ٢١٧.
(٧) أخرجه البخاريّ (٦٣١) من حديث مالكٌ بن الحوبرث.
(٨) في القبس: "جملة".

<<  <  ج: ص:  >  >>