للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَصْرُ الصّلاة للمسافر

الإسناد (١):

الأحاديثُ في هذا الباب صِحَاحٌ، خَرَّجَهَا الأيمّة. وهو بابٌ عظيمٌ اضطربَ النّاسُ فيه؛ لأنّ أحاديثه كثيرة، ومسائله متشعِّبَةٌ. وقد جمع العلماءُ فيه أوراقًا، ونصبوا للبيان فيه رِوَاقًا (٢)، فيها للطالب ظلٌّ وارفٌ، وكلُّ واحدٍ من علمائنا بها عارِفٌ، فنقول: لابدّ من مقدِّمات في سرد الأحاديث، وتفسير الآيات الواردة في القرآن في ذلك.

والأحاديث الواقعة في الموطّأ حديثان:

أحدهما: حديث عائشة (٣): "فُرِضتِ الصّلاةُ ركعتينِ ركعتينِ، فَأُقِرَّت صَلاَةُ السَّفَرِ، وزيدَ في صلاةِ الحَضَرِ".

الحديث الثّاني: حديثُ يَعْلَى بن أُمَيَّهَ (٤)؛ قال لعُمَرَ بن الخطّاب: إنَّا نَجِدُ صَلاةَ الحَضَرِ في القرآنِ وصلاة الخَوفِ، ولا نجدُ صلاةَ السَّفَرِ فقال له عمر: سألتُ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم: كَمَا سَأَلتَنِي فَقَالَ: "هِيَ صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُم، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ". والحديثُ الّذي ذَكَرَهُ مالكٌ (٥)، عن ابن شهاب، عن رَجُلٍ من آلِ خالدِ بن أَسِيدٍ؛ أنَّه سأَلَ ابن عمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إنَّا نَجِدُ صلاةَ الخَوْفِ. الحديث.

تنبيه على إسناده:

قال الشّيخ أبو عمر (٦): "لم يختلف رُواةُ الموطّأ في إسناده، والرَّجُلُ الّذي لم يسمِّه هو أُمَيَّة بن عبد الله (٧) بن خالد بن أَسِيد بن أبي العيص بن أُمَيَّة بن عبد شمس بن


(١) انظره في القبس: ١/ ٣٢٧ - ٣٢٨.
(٢) في النُّسَخ: "أسطارا" والمثبت من القبس: ١/ ٣٢١ [ط. لأزهري].
(٣) في الموطَا (٣٩٠) رواية يحيى.
(٤) الّذي أخرجه مسلم (٦٨٦)، ويلاحظ ان المؤلِّف ركَب متن الموطّأ على متن مسلم.
(٥) في الموطَّأ (٣٨٩) رواية يحيى.
(٦) في التمهيد: ١١/ ١٦١.
(٧) انظر الغوامض والمبهمات: ٢/ ٦٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>