للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثّاني في فوائد هذا الحديث

وفيه ثلاث فوائد:

الفائدة الأولى (١):

قوله: "وَنَافِعٌ يومئذٍ صغيرٌ" ففي هذا الحديث جوازُ شهادة الصّغير إذا أدَّاها كبيرًا، وفي قياسها شهادةُ الفاسقِ إذا أدّاها تائبًا صالحًا، وشهادةُ الكافر إذا أداها وهو مسلمٌ.

الفائدة الثّانية (٢):

قوله أيضًا: "ونَافِعُ يومئذٍ صغيرٌ" أراد اعتذارًا من النَّظَرِ إلى شَعَرِ المرأة. فهذا يدلُّ أنّ عَبدَ الرَّجُلِ لا ينبغي له إذا كان كبيرًا أنّ ينظر إلى شعر زوجة سيِّدِه وإن كان وَغدًا. وأمّا عَبْدُها، فإن كان وَغدًا، فلا بأس أنّ يرى شَعَرها، وإن كان غير وَغدٍ، فلا ينبغي له أنّ يرى شعرها.

تفسير مطابق لهذا الحديث (٣):

وهو قولُه: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} (٤) أراد بذلك الوجه والكفَّين والشَّعَر، وقيل: الثياب، والوجه الأوّل أحسن وأبين في النّظر (٥).


(١) هذه الفائدة مقتبسة من الاستذكار: ١/ ٢٦٥ (ط. القاهرة).
(٢) هذه الفائدة مقتبسة من تفسير الموطَّأ للبوني: ٧/ ب.
(٣) هذا التفسير مقتبس من المصدر السابق.
(٤) النور:٣١. وانظر أحكام القرآن للمؤلف: ٣/ ١٣٧٢.
(٥) قوله: "وأبين في النّظر" من زيادات المؤلِّف على نصِّ البوني.

<<  <  ج: ص:  >  >>