للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولُه (١): "حينَ اسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ" يقتضي أنَّ قَلْبَ الرِّدَاءِ لا يكونُ إلّا عند ذلك (٢).

وحجّته (٣) الحديث: "ما على اليمنى على اليسرى، وما على اليسرى على اليمنى" (٤).

ما جاء في الاسْتِسْقَاءِ

مالكٌ (٥)، عن يحيى بن سعيد؟ عن عَمْرِو بن شُعَيب؟ أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - كان إذا استسقَى قال: "اللهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وبَهِيمَتَكَ، وانشُر رَحمَتَكً، وأَحْي بَلَدَكَ المَيِّتَ".

الإسناد (٦):

قال الإمام هكذا روى مالكٌ هذا الحديث مُرسَلًا، وتَابَعَهُ جماعةٌ على إرساله، ورواهُ جماعةٌ عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شُعَيْب، عن أبيه، عن جدِّهِ مُسْنَدًا منهم حفص بن غيّاث، والثّوري (٧) وعبد الرحيم بن سليمان (٨).

تمهيد على مخّ العبادة:

قال الإمام: "الدُّعَاءُ مُخُّ العبادة" (٩)، وقد استصرخَ النّاسُ إلى الله بالدُّعاء في الاستسقاء راغبين، وهي عادة الأنبياء والعلماء والصَّالحين والأخيار، صمامامهم ورأسهم النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -، فَرُوِيَ عنه أنّه اسْتَسْقَى مِرَارًا. وقدِ استَشْفَعَ جماعةٌ من المشركين بالمُسْلِمينَ عند القَحْطِ، منه حديث أبي سُفْيَان؛ أنّه جاء إلى النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - فقال (١٠): يا محمّد، إنَّكَ تَأْمُرُ بصِلَةِ الرَّحمِ وإنّ قَوْمَكَ قد هَلَكُوا، فادْعُ اللهَ لَهُم، فقرأ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} (١١) ثمّ عادُوا


(١) أي قول عبد الله بن زيد المازِني في الموطَّأ (٥١١) رواية يحيى.
(٢) قاله الباجي في المنتقى: ١/ ٣٣٢.
(٣) جـ: "وحجة".
(٤) لعلّه يقصد الحديث الّذي رواه ابن عبد البرّ في الاستذكار: ٧/ ١٣٨ "بل جَعَل الشِّمَال على اليمينِ، واليمين على الشِّمَالِ".
(٥) في الموطَّأ (٥١٣) رواية يحيى.
(٦) كلامه في الإسناد مقتبس من التمهيد: ٢٤/ ٤٣٢.
(٧) أخرجه أبو داود (١١٧٦).
(٨) أخرجه من هذا الطريق البيهقي في السنن: ٣/ ٣٥٦.
(٩) يُروَى هذا عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - رواه التّرمذيّ (٣٣٧١) وقال: "هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلَّا من حديث أبي لَهِيَعة".
(١٠) جـ: "قال هلكتُ".
(١١) الدخان: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>