للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى كُفْرِهِم، فذلك قَوْلُه تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} الآية (١) فسقوا الغَيْثَ (٢).

حديث أنس بن مالكٌ (٣)؟ قال: جاءَ رجلٌ إلى رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلم -: يا رسولَ الله، هَلَكَتِ المَوَاشِي، وتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، فَادعُ اللهَ، فَدَعَا رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - فَمُطِرْنا مِنْ جُمُعَة الى جُمُعَة، فجاءَ رَجُلٌ (٤) إلى رسول الله. فقال: يا رسولَ الله، تَهَدَّمَتِ البُيُوت، وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ، وهَلَكتِ المَوَاشِي، فقالَ رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: " اللَّهُمَّ رؤوسُ (٥) الجبال وَالآكَامِ، وبُطُونُ الأَوْدِيَةِ، ومَنَابِتَ الشَّجَرِ" فَاْنجَابَتْ عن المدينةِ انْجيَابَ الثَّوْبِ.

غريبه وفقهه (٦):

وفي ذلك عشرة ألفاظِ (٧).

وفيه (٨) من الفقه فائدتان (٩):

الفائدة الأولى (١٠):

فيه الدُّعاءُ إلى الله تعالى في الاسْتِصْحَاءِ كما يُدْعَى في الاستسقاء؛ لأنّ كلّ أذىً يُفْزَعُ (١١) إلى الله تعالى في كشفه (١٢)، وقد سَمَّى اللهُ كثِيرَ (١٣) المطر أَذىً، فقال: {إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ} (١٤).

وفيه أيضًا: أنّه لا يحوَّل الرِّداء في الاستصحاء، إذْ لا بُرُوزَ فيه ولا صلاةَ له


(١) الدخان: ١٦.
(٢) أخرجه البخاريّ (١٠٢٠)، ومسلم (٢٧٩٨).
(٣) في الموطَّأ (٥١٤) رواية يحيى.
(٤) جـ: "الرَّجل"، وهي ساقطة من: ف، والمثبت من الموطَّأ.
(٥) في الموطَّأ:"ظهور".
(٦) جـ: "عربية وفقه".
(٧) كذا بالنسخنين بدون ذكر هذه الألفاظ، فلعلّها سقطت من الأصل.
(٨) جـ: "فيه " ولعل الإنسب ما أثبتناه.
(٩) "فيه من الفقه فائدتان" ساقطة من النّسختين، واستدركت في هامش النسخة: جـ.
(١٠) هذه الفائدة مقتبسة من شرح البخاريّ لابن بطّال: ٣/ ١٢ - ١٣.
(١١) في شرح ابن بطّال: " لأنّ كلّ ذلك بلاء يفزع".
(١٢) جـ: " في كشف ما نزل".
(١٣) في شرح البخاريّ: "كثرة".
(١٤) النِّساء: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>