للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتاب الصّرف

قال الإمام الحافظ (١): هذه الكلمةُ لم تأتِ بهذا البناء في كتاب اللهِ ولا على لسان رسولِهِ - صلّى الله عليه وسلم -، وإنّما هي كلمةٌ فصيحةٌ عربيّة، جاء لفظُ الفعل منها في حديث طَلحَةَ (٢)، قال في: "فتَرَاوَضنَا حَتَّى اصطَرَفَ مِنِّي".

واختلفَ أهلُ العربيّة فيه: فقال بعضُهم: هو في لبسانِ العربِ: بَيعُ النّقدَينِ بعضِهِمَا ببعضٍ.

قال أبو حاتم (٣): الصّرفُ في اللُّغة مأخوذٌ من صرف أحد العِوَضَيْن في الآخر، وقد يكون ذلك بالقول، وقد يكون بالفعل، وهو عامٌّ في كلِّ مُعَاوَضَة، وإنّما خُصِّ في اللُّغة بيع النّقدين بذلك تعريفًا.

وقال ابن السِّكِّيت (٤):سُمِّي الصَّرف صرفًا؛ لأنّه لا يفارقُ أحدُهما صاحبه حتَّى يصرف إليه عِوَضَ ما أخذ منه، وهذا قولٌ فاسدٌ.

وقال الشاشي: إنّما فسد قولُ ابن دُرَيْد (٥)؛ لأنّ فيه بناء اللُّغة على الشّرع، والشّرعُ هو المبنىٌّ على اللُّغة (٦).


(١) انظر بعض هذا الكلام في القبس: ٢/ ٨٢٢ - ٨٢٣، والفقرة الأولى أوردها اليفرني في الاقتضاب: ٢/ ١٩٣ ولم ينسبها إلى ابن العربي.
(٢) في الموطَّأ (١٨٥٦) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٥٤٩)، وسويد (٢٣٨)، وابن القاسم (١٠)، ومحمد بن الحسن (٨١٧)، والقعنبي عند الجوهري (٢٠٦)، وعبد الرزّاق في المصنّف (١٤٥٤١)، وعبد الملك بن عمرو العقدي، وعثمان بن عمر، عند أحمد: ١/ ٤٥، والتنيسي عند البخاريّ (٢١٧٤)، وروح بن عبادة، وعبد الله بن نافع، ومعن، عند ابن عبد البرّ في التمهيد: ٦/ ٢٨٢.
(٣) هو سهل بن محمّد السّجستاني، اللغوي المعروف.
(٤) لم نجد كلام ابن السكّيت في إصلاح المنطق، ولا في كتاب الألفاظ.
(٥) كذا , ولعلّه ابن السكيت.
(٦) انظر التّوقيف على مهمات التعاريف: ٤٥٤، ومعجم المصطلحات الاقتصادية في لغة الفقهاء: ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>