للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال علماؤنا (١): كان أبو هريرة يرى السُّجود في المُفصَّل ولأجل ذلك (٢) كان يسجد هو فيها. وعند مالك؛ أنّها ليست من عزائِمِ السُّجودِ، فحمل العلماء ذلك على هذا (٣)، فمن قال بالسُّجود في المُفَصَّل، يرى السُّجود فيها. وقال بعضهم: لا يسجد فيها؛ لأنّ النّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - لم يسجد في المُفَصَّل منذ (٤) تحوّل إلى المدينة؛ لأنّ أبا هريرة كان إسلامُه بالمدينة.

وأمّا سجدة "القَلَم" فأكثر العلماء لم يُوجِب السّجود فيها، وبه قال مالكٌ وأهل الحجاز، والحمدُ للهِ.

فإن قيل: مِنْ أينَ هو المُفَصَّل عند مالك - رحمه الله -؟

قلنا: قد اختلفَ عنه في ذلك:

فقيل: المُفَصَّل عنده من آخر فُصَّلت.

وقيل: من أوَّلِ النَّجْمِ.

فإن قيل: لم سُمي المُفَصّل؟

قيل: لِكَثرَةِ الفَصْلِ بين السُّوَر بالبَسْمَلَةِ، واللهُ أعلمُ.

[ما جاء في قراءة]

{قُلْ هُوَ اللهُ أحدٌ} (٥) و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (٦)

مالك (٧)، عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي صَعْصَعَةَ، عن أبيه، عن أبي


= وفي سنن الشّافعيّ: ١٧١ "قال أبو سلمة [لأبي هريرة] قلت له: سجدت في سورة ما رأيتُ النّاس يسجدون فيها؟ قال: لو لم أَرَ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يسجد فيها لم أسجد".
(١) أكثر هذه الفقرة انتقاه المؤلِّف من شرح ابن بطّال: ٣/ ٥٨.
(٢) جـ: "ولذلك".
(٣) جـ: "على هذا ذلك".
(٤) جـ: "ثم".
(٥) الاخلاص: ١.
(٦) الملك: ١.
(٧) في الموطّأ (٥٥٧) رواية يحيى.

<<  <  ج: ص:  >  >>