للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا أخذه من كور العمامة (١)، ويروى: "بعد الكَوْنِ" (٢) بالنّون، تقول العرب: حار بعد ما كان، يعني أنّه كان على حالة جميلةٍ فحار عن ذلك، أي رجع عمّا كان عليه من الخير (٣). ومنه قوله: {إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ} (٤) أي لن يرجع (٥).

السّابعة:

قوله: "الكآبة" ظهور الحزن، وقد بيّنّا هذه المعاني واستوفينا معانيها بأشعارها في "النّيِّرين" بأبدع بيان. وقد أتقن الشّيخ الإمام أبو حامد الطّوسي -نوّر اللهُ ضريحه- هذا النّوع في كتاب آداب السّفر في "كتاب الإحياء" (٦) حتّى أنّه ما ترك لأحدٍ فيه مقالًا، فلتقف عليه ففيه الشِّفاء.

ما جاء في الوَحْدة في السَّفَر للرِّجال والنِّساء

قوله (٧): "الرّاكبُ شيطانٌ، والرّاكبانِ شيطانانِ، والثّلاثةُ رَكْبٌ".

وقولة (٨): "الشّيطانُ يَهُمُّ بالواحدِ والاثْنَيْنِ، فإذا كانوا ثلاثةً لم يَهُمَّ بِهِمْ".


(١) يقول ابن حبيب في تفسير غريب الموطّأ: الورقة ١٧٦ [٢/ ٢٠١] وقد سمعتُ محمّد بن سلاّم البصريُّ يروي هذا الحديث من حور بعد كور، أخذه من كور العمامة، يقول: تغيرت حاله وانتقضت، كما ينتقض كور العمامة بعد الشَّدِّ، ورأيتُه يسمِّي نقض الكور حورًا، وكلّ هذا قريب بعضه من بعض في المعنى".
(٢) رواه مسلم (١٣٤٣) من حديث عاصِم الأَحْوَلِ، عن عبد الله بن سَرْجِس.
(٣) يقول اليفرني في الاقتضاب: ١١٢/ أ "وكان عاصم الأحول يرويه: "بعد الكون" بالنّون ... وهذا تصحيف صحَّفَهُ، وإنّما هو "الكور" بالرّاء، كذا رواه الحفّاظ من أهل الحديث، وكذا تنطق به العرب، لا خلاف في ذلك عند أهل اللّغة".
(٤) الانشقاق: ١٤.
(٥) قاله ابن حبيب في تفسير غريب الموطّأ: الورقة ٤٧٦ [٢/ ٢٠١].
(٦) وهو الكتاب السابع من ربع العبادات من كتاب إحياء علوم الدِّين: ٢/ ٢٤٤ - ٢٦٧.
(٧) في حديث الموطّأ (٢٨٠١) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مُصْعَب (٢٠٥٩)، وسُوَيد (٧٥٧)، والقعنبي عند الجوهري (٥٩٣)، ومعن عند التّرمذيّ (١٦٧٤)، وقتيبة بن سعيد عند النسائي في الكبرى (٨٨٤٩)، وابن وهب عند البيهقي: ٥/ ٢٧٥.
(٨) في حديث الموطّأ (٢٨٠٢) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مُصْعَب (٢٠٦٠)، وسُوَيْد (٧٥٧)، قال ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢٠/ ٨ "لم يختلف الرّواة للموطّأ في إرسال هذا الحديث، وقد رواه ابن أبي الزَّناد مُسْنَدًا عن أبي هريرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>