للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عائشة قالت: "أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ الله الرُّؤيَا الصَّالحةِ أَوِ الصَّادقَةِ، فكان لا يَرَى رؤيا إلَّاجَاءَت مثل فَلَقِ الصُّبحِ" (١)، وستّة أشهرٍ من ثلاثٍ وعشرين سنة، هي جزءٌ من ستَّةٍ وأربعين جزءًا مِنَ النُّبُوَّةِ (٢).

وقيل: إنها أجزاء مِنَ النُّبُوَّةِ على وجهٍ لم يطَّلع عليه.

حديث وقع في الصّحيح (٣)؛ أنّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رأيتُ رَأسِي قُطِعَ فانا أتبعه. - فقال: لا تُخبِر بِتَلَعُّبِ الشَيطَانِ بِكَ في المَنَامِ.

ويقول أهل العَبَارَةِ في تأويله: إنّه يفارقُ من بَدَنِهِ شيئًا، ويفارق سلطانه ويزولُ عنه، وإن كان عبدًا خرّجَ حرًّا، أو مريضًا شَفَى رُوحَهُ، أو مَدِينًا ذهب دَيْنُه، أو خائفًا أمنَ (٤).

ما جاء في النَّرْدِ

الأحاديثُ في هذا الباب كثيرةٌ في المصنّفات، ذكر مالك في هذا الباب حديث أبي موسى الأشعري (٥)؛ أنّ رسول الله- صلّى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ لعِبَ بِالنَّرْدِ فَقَد عَصَى الله ورَسُولَهُ".

وعن بُرَيدَةَ: أنّ النّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - قَال: "مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ، فَكَأَنَّمَا غمسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرِ" (٦) الحديثُ صحيحٌ.


(١) أخرجه البخاريّ (٣).
(٢) حكاه الخطّابي في أعلام الحديث: ٤/ ٢٣١٥، كما حكاه المازري في المعلم: ٣/ ١١٧ عن بعض النَّاس، والظّاهر أنّ المقصود هو أبو سعيد السّفاقسي فيما ذكره عن بعض أهل العلم، نَقَلَ قوله ابن بطّال في شرح البخاريّ: ٩/ ٥١٨.
(٣) أخرجه مسلم (٢٢٦٨) عن جابر بن عبد الله بنحوه. وانظر أحمد: ٣/ ٣١٥، والنّسائي في اليوم واللّيلة (٩١٢)، وابن ماجه (٣٩١٣)، وأخرجه المؤلِّف من طريق أبي نعيم في العارضة: ٩/ ١٢٨.
(٤) انظر المفهم للقرطبي: ٦/ ٢٨، وشرح مسلم للنووي: ١٥/ ٢٧.
(٥) في الموطَّأ (٢٧٥٢) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٠١٥)، وسويد (٦٧٤)، ومحمد ابن الحسن (٩٠٥)، والقعنبي عند الجوهري (٦٣٤)، وابن غزوان عند أحمد: ٤/ ٣٩٧، وإسماعيل ابن أبي أويس عند البخاريّ في الأدب المفرد (١٢٦٩).
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٦١٤٢) ومن طريقه ابن عبد البرّ في التمهيد: ١٣/ ٣٩٧، كما رواه بألفاظ مختلفة: مسلم (٢٢٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>