للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعلومٌ (١) أنَّ مِنَ النّاس من يتعذَّر عليه حفظُ القرآنِ ويُفْتَح عليه (٢) في غيره، وكان ابنُ عمر فاضلًا قد حفِظَ القرآنَ على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في جماعة (٣)، منهم: عثمان، وعليّ، وأُبَيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وسالم مَوْلَى أبي حُذَيْفَة، ومعاذُ بن جبل، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن عمرو بن العاصي.

ما جاء في سُجُودِ القرآن

قال الإمام (٤): الأصلُ في هذا الباب قولُه تعالى: {إذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} (٥). وآياتُ السُّجودِ في القرآنِ مدارُها على أربع مسائل:

المسألة الأولى: في معرفة عزائم السُّجودِ من غيرِ عزائم السُّجود.

الثّانية: معرفةُ وُجوب السُّجود فيها، ومعرفة من يجب عليه السُّجود فيها ممّن لا يجب.

الثّالثة: في معرفة أحكام السُّجود وشرائِطِهِ.

الرّابعة: في مَحَل وقت فعلها والسُّجود فيها.

المسألة الأولى (٦):

قال مالك (٧) - رحمه الله -: "الأمرُ عندنا أنَّ عزائم السُّجودِ إحدى عَشْرَةَ سَجْدَةً، ليس في المُفَصَّل منها شيء". كذا رواه يحيى عن مالكٌ، وهذه الرِّواية أَوْلى من رواية مَنْ روى عن مالكٌ في الموطّأ: الأَمْرُ المجتمع عليه عندنا (٨)، كذلك (٩)


(١) من هنا إلى آخر الفقرة مقتبس من الاستذكار: ٨/ ٩١.
(٢) في الاستذكار: "له".
(٣) غ، جـ: "وجماعة" والمثبت من الاستذكار.
(٤) هذه المقدمة مقتبسة من المقدِّمات الممهّدات لابن رشد: ١/ ١٩٠.
(٥) مريم ٥٨.
(٦) الفقرة الأولى من هذه المسألة مقتبسة من الاستذكار: ٨/ ٩٧.
(٧) في الموطّأ (٥٥٣) رواية يحيى.
(٨) غ: " ... شيء". ورواية يحيى بن يحيى في قوله: "الأمر عندنا" أصحّ ممّن روى: "الأمر المجتمع عليه عندنا".
(٩) غ: "وهي رواية كذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>