للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوالدُ لِوَلَدِه، والمظلومُ (١).

وقال أبو الدّرداء: دعوةُ المظلومِ تصعدُ إلى السّماء فتفتحُ لها أبوابُ السّماءِ (٢).

وقال: إياّكم ودعوةَ المظلومِ وبكاءَ اليتيم، فإنّهما يَسرِيَانِ باللَّيل والنَّاس نيامٌ (٣).

وقال عونُ بن عبد الله: أربعُ دعواتٍ لا يُحجَبنَ عنِ الله: دعوةُ والدٍ راضٍ، وإمامٍ مُقسِطٍ، ودعوةُ المظلومِ، ودعوةُ رجلٍ دعا لأخيه بظَهْرِ الغيب (٤).

ولقد أحسن القائلُ حيث قال (٥):

نَامَتْ جُفُونُكَ والمظلُومُ مُنْتَبِهَ ... يَدعُو علَيكَ وَعَينُ اللهِ لَمْ تَنَمِ

وفي بعض الأحاديث المنثورة أتّقِ دعوةَ المظلومِ فإنّها تُحمَلُ على الغمام (٦).

وقوله: "لَيْسَ بينها وبين اللهِ حجابٌ" دليلٌ على أن الله تعالى لا يحجبه شئٌ، وإنَّما الحجاب عائدٌ علينا وهو المنع (٧). وقَد أطنبنا في القول في هذا المعنى في "أنوار الفجر" بما فيه الكفاية إن شاء الله.

أسماء النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -

قال الإِمام: ذكر مالك في هذا الباب، حديث ابن جُبَيْر بن مُطْعِم (٨)؛ أنّ


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٩٣٧٥)، وابن الجعد في مُسْنَده (٢٤٠١).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٩٣٧٠).
(٣) أخرجه أبو القاسم الاصبهاني في الترغيب والترهيب (٢٥٠٣) من حديث أبي سعيد الخدري، ولم نجده من حديث أبي الدرداء.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٩٣٧٣).
(٥) ورد في بهجة المجالس: ١/ ٣٦٧، والمنهج السلوك: ٥٨٩، ومحاضرات الادباء: ١/ ٢٦٩.
(٦) رواها الطبراني في الكبير (٣٧١٨) من حديث خزيمة بن ثابت. قال الهيثمي في المجمع: ١٠/ ١٥٢ "فيه من لم أعرفه".
(٧) وفي هذا المعنى يقول في العارضة: ٣/ ١١٩ "لأنّ الله عَزَّ وَجَلَّ ليس بينه وببن شيء حجابٌ عن قدرته وعلمه وإرادته وسمعه وبصره، ولا يخفى عنه شيءٌ، ولا بُعجزه شيءٌ، فهذا أخبر عن شيء أنّ بينه وبينه حجاب، فإنما يريد به منعه. فالمنع حجاب الله كلما اراد منعه على الإطلاق".
(٨) في الموطأ (٢٨٦١) رواية يحيي، ورواه عن مالك: سويد (٧٨٨)، وأبو مصعب خارج الموطأ كما في مسند الموطأ (٢٠٣)، وانظر التمهبد: ٩/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>